تظل أزمة أوكرانيا أولوية قصوى للرئيس المنتخب دونالد ترامب بمجرد توليه السلطة في 20 يناير المقبل، في محاولة لتجنب تصعيد الحرب مع روسيا.
ويبدو أن الرئيس ترامب بدأ في التعامل مع الملف الأوكراني حت قبل توليه مقاليد الحكم، إذ يسعى المسؤولون الأوكرانيون إلى إجراء محادثات رفيعة المستوى مع الإدارة الأمريكية الجديدة لتضييق الفجوات التي تحول دون تحقيق أي تسويات مع موسكو.
ووصل كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، أندري يرماك، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع فريق ترامب، يلتقي فيها مع كيث كيلوغ، الذي اختاره ترامب مبعوثا خاصا لروسيا وأوكرانيا.
في الوقت نفسه ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن كييف أبدت استعدادها للسلام مع موسكو، شريطة أن يكون هذا السلام مستدام ويخدم المصالح الأوكرانية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة “ذا هيل” أن زيلينسكي ألمح بإمكانية تقديم تنازلات لإنهاء الحرب.
وهذا يتوافق مع ما اشترطه مبعوث ترامب سابقًا بضرورة انخراط أوكرانيا في محادثات سلام قبل الحصول على أي دعم أمريكي.
ومن المتوقع أن تُرحب موسكو بأي خطوة إيجابية، وهو ما حصل بالفعل خلال اتصال هاتفي مع قائد الأركان المشتركة الأمريكية ورئيس الأركان العامة الروسية، إذ تمت مناقشة قضايا مختلفة في خطوة تهدف لتخفيف التصعيد.
وعلى الرغم من ذلك لا تزال التوترات قائمة بين واشنطن وموسكو، لا سيما بعد اشتباكات خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد في سوريا.
وفي مايو الماضي، حاول ترامب استباق الأحداث للتعامل مع أزمة أوكرانيا قبل توليه الرئاسة، إلا أن الصدامات بين الإدارة الحالية والحكومة الروسية قد تحول دون أي خفض للتصعيد في الوقت الحالي.
مخطط ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا
قال الباحث في العلاقات الروسية – الأطلسية، الدكتور باسل الحاج، إن إدارة بايدن سلًمت إدارة ترامب إرث ثقيل، خصوصًا بعد أن سمحت قبل أسابيع قليلة للجيش الأوكراني باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي.
وأضاف: “ومقابل ذلك صعدت روسيا الأمر باستخدام الصاروخ الباليستي “أوريشينك” لضرب عمق الأراضي الأوكرانية”.
وتابع الحاج: “اليوم هناك الكثير من التوقعات حول طبيعة الصفقة التي ستحدث عند تولي ترامب منصبه بشكل رسمي، لكن من التصريحات التي نسمعها منه أو من أفراد إدارته هناك 3 نقاط تمثل ملامح سياسته القادمة نحو إنهاء الحرب”.
وأشار الحاج إلى النقطة الأولى وهي أن أوكرانيا تبقى في إطار المصالح الأمريكية، والنقطة الثانية هي وجود استياء من ترامب وإدارته من الأموال التي تنفقها واشنطن على كييف، وهناك توجه لتحويل تلك الأعباء المالية على عاتق الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أن التفاوض بين موسكو وواشنطن سيكون وفق الشروط الأمريكية.
واستكمل الحاج: “هناك اتجاه آخر بأن ترامب سيدفع أوكرانيا إلى التخلي عن جزء من أراضيها وفق صفقة إقليمية، مثل خيرسون وزاباروجيا”.
ماذا نعرف عن مخطط ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟
الباحث في العلاقات الروسية – الأطلسية د. باسل الحاج جاسم يجيب لـ #هنا_الرياض pic.twitter.com/FxtYan5QG2
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 6, 2024
صراع روسيا والغرب
يقول الحاج إن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على تقديم ضمانات فيما يتعلق بإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وأضاف: “ما تؤكد عليه موسكو دائمًا أن ما تقدمه هي لا تستطيع أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي تقديمه، ولكن لدينا قضية أيضًا قد تكون أبعد من أوكرانيا، فقبل اندلاع تلك الحرب قدمت موسكو رسالة تطالب فيها بخطوات أبعد من خطوط أوكرانيا وهي انسحاب الترسانة العسكرية والرؤوس النووية لحلف الناتو من أوروبا الشرقية، في محاولة للعودة أمنيًا لحدود ما قبل عام 1997، والذي شهد التوسعة الأولى لحلف شمال الأطلسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي”.
وتابع:”ترامب يتبنى استراتيجية لتحقيق السلام عبر القوة، إذا لم توافق كييف سيوقف الدعم عنها، وإذا لم توافق موسكو سيزيد من الدعم إلى كييف”.
“صراع روسيا مع الغرب أعمق من أوكرانيا”
شاهد إجابة د. باسل الحاج جاسم لـ #هنا_الرياض حول أبعاد هذا الصراع في ظل سياسة ترمب pic.twitter.com/aYKgzmZUgi
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 6, 2024