سياسة

ترامب يضع خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا

شدد الخبراء على أن القرار سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، الملابس، السيارات، وهو ما يتعارض مع وعوده الانتخابية بتخفيف الأعباء المالية على الأسر الأميركية

مع اقتراب موعد تنصيب دونالد ترامب، تبرز اقتراحات من مستشاريه لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وهي مقترحات تتضمن تنازلات إقليمية لصالح روسيا مع استبعاد فكرة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وفقًا لتحليل من وكالة رويترز.

منذ بدء الأزمة الأوكرانية، كان ترامب يكرر تعهداته في حملاته الانتخابية بإنهاء النزاع في غضون 24 ساعة من تنصيبه، لكن يبدو أن الواقع أكثر تعقيدًا من مجرد وعود انتخابية.

ويطرح مستشاروه، بمن فيهم الجنرال المتقاعد كيث كيليوج، المبعوث المرتقب للولايات المتحدة إلى روسيا وأوكرانيا، مقترحات تتفق في بعض جوانبها، أبرزها أن عضوية أوكرانيا في الناتو ستكون خارج الطاولة.

العصا والجزرة

تعتمد الخطة المقترحة على استخدام أسلوب العصا والجزرة للضغط على كل من موسكو وكييف للجلوس إلى طاولة المفاوضات. إذ يقترح مستشارو ترامب التوقف عن إرسال المساعدات العسكرية إلى كييف في حال رفضت الدخول في مفاوضات، في الوقت الذي سيتم فيه زيادة الدعم في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المشاركة في المفاوضات.

تأتي هذه المبادرات في وقتٍ تعيش فيه أوكرانيا تحديات اقتصادية وعسكرية صعبة، ما يجعلها ربما أكثر استعدادًا للبحث عن حلول دبلوماسية.

ويشير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يعاني من نقص في القوى البشرية وفقدان مزيد من الأراضي، إلى أنه قد يكون منفتحًا على التفاوض، رغم تمسكه بحق بلاده في الانضمام إلى الناتو.

ومع ذلك، تشير تحليلات بعض الخبراء إلى أن الرئيس الروسي بوتين قد يكون غير مستعد لقبول المقترحات، خاصة وأنه في وضع قوي الآن، حيث تمكن من تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة. بوتين، بحسب ما يقول الخبراء، يفضل الانتظار لمزيد من التقدم العسكري، قبل أن يتخذ موقفًا بشأن المفاوضات.

ثلاثة سيناريوهات

في ظل هذا الواقع، يطرح مستشارو ترامب ثلاثة مقترحات رئيسية، تشمل الخطة التي قدمها كيليوج، وتفاصيلها تتضمن تجميد خطوط القتال الحالية وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، إلى جانب تأجيل أي طموحات لعضوية الناتو. قد يتضمن الاتفاق كذلك زيادة في المساعدات العسكرية لأوكرانيا في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام.

ومع اقتراب بداية ولاية ترامب، يظل السؤال الأكبر: هل ستنجح هذه المقترحات في وضع نهاية لهذا النزاع المستمر؟ في وقت تتزايد فيه الضغوط على كييف من أجل إيجاد تسوية دبلوماسية، تظل روسيا في موقع القوة العسكرية، مما يعقد فرص الوصول إلى اتفاق.

وبينما تواصل أوكرانيا مساعيها للحصول على عضوية الناتو، تحذر بعض الدول الأوروبية من تداعيات هذه الخطوات، في وقت يحاول فيه ترامب فرض رؤيته على الساحة الدولية، رغم المعارضة المحتملة من بعض حلفائه السياسيين.