بعد وجبة شهية تحتفي بكل صنوف الطعام، قد تجد نفسك تعدل حزام بنطالك ليصبح أكثر راحة، فما الذي يحدث داخل جسمك ليستوعب ما أكلته؟ وما مدى قدرة المعدة على التمدد؟
يبدأ حجم المعدة الفارغة لدى البالغين بحجم علبة مشروب غازي صغيرة، أي نحو نصف لتر، لكنها قادرة على التمدد لتصل إلى حجم زجاجة بلاستيكية بسعة لترين أثناء تناول الطعام، وفقًا لما يوضحه الدكتور «آرثر بييدر»، أستاذ الطب والفيزيولوجيا في «مايو كلينك».
يقول «بييدر» إن حجم المعدة «يمكن أن يتضاعف أربع مرات أو أكثر»، مشيرًا إلى أن معظم البالغين يمكن لمعدتهم أن تستوعب ما بين لتر ولترين من الطعام والسوائل، بحسب العمر وحجم الجسم، وفي حالات استثنائية، مثل متسابقي تناول الطعام التنافسي، فقد تتسع المعدة لتحتوي على نحو أربعة لترات.
لكن الإفراط في الأكل ليس محصورًا في المنافسات، بل يحدث غالبًا خلال الولائم الاجتماعية أو أثناء تناول الطعام بلا وعي، كمن يشاهد التلفاز، كما يوضح الدكتور «بنجامين ليفي»، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة شيكاغو.
ويضيف ليفي، أنه «في هذه اللحظات يكون الأشخاص منشغلين، وفجأة يجدون أنفسهم ممتلئين بشكل مفرط».
الشريط المطاطي
الجوع، المحفز الأول لتناول الطعام، يُدار بواسطة هرمون «الجريلين»، الذي يُفرز بشكل رئيسي من المعدة، وأيضًا من الدماغ والأمعاء الدقيقة والبنكرياس. عندما تكون المعدة فارغة، يُفرز هذا الهرمون ليخبر الدماغ بأن وقت الأكل قد حان.
ومع دخول الطعام، تتحرك اللقمة عبر المريء إلى المعدة، التي تتميز بطيات تُعرف بـ«الطيات المعدية» (الرُّجَيْعَات)، تُتيح لها التمدد لاستيعاب الطعام والسوائل، يرافق ذلك إفراز حمض الهيدروكلوريك وإنزيمات الهضم، لتبدأ المعدة في تقطيع الطعام وتحويله إلى قطع أصغ.
بنيتها العضلية تجعلها مرنة كالشريط المطاطي، كما «يصف بييدر»، حيث تتمدد المعدة لتستوعب الطعام ثم تعود لوضعها الطبيعي بفضل خاصية تُعرف بـ«النغمة العضلية الذاتية»، وعندما تمتلئ فإنها تنقل إشارات إلى الدماغ عبر العصب الحائر، لإعلامه بالشبع. لكن بعض الأشخاص يتجاوزون هذه الإشارات، إما بسبب الأكل بسرعة أو تجاهل علامات الامتلاء.
كُل ببطء
للتغلب على ذلك، ينصح ليفي بتناول الطعام ببطء، قائلًا «تحدث لمدة 15 دقيقة قبل أن تعود لتناول المزيد».
في حال شعرت بالامتلاء، لا ينصح بالاستلقاء لأن ذلك قد يسبب ارتجاعًا حمضيًا. بدلاً من ذلك، يمكن المشي لتحفيز عملية الهضم وحركة الطعام داخل الجهاز الهضمي.
وفي النهاية، رغم أن المعدة صُممت للتكيف مع كميات كبيرة من الطعام، فإن الاعتدال يبقى الخيار الأمثل لصحة أفضل وراحة أكبر. «الطعام المتبقي سيكون لذيذًا في اليوم التالي، لذا ليس عليك إنهاء كل شيء دفعة واحدة»، يختم ليفي حديثه.