يعاني الجيش الأوكراني من تحديات كبيرة تهدد قدرته على مواجهة القوات الروسية، حيث يتزايد معدل الفرار بين الجنود، مما يؤدي إلى تراجع القوى البشرية وتعطيل خطط أوكرانيا العسكرية.
تعكس هذه الظاهرة مشكلات عميقة في إدارة الحرب، وتضع أوكرانيا في موقف ضعيف قد يؤثر على قدرتها في محادثات وقف إطلاق النار مستقبلاً.
استنزاف القوات وخطوط دفاع مكشوفة
ابتعد عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين عن مواقعهم، مما جعل خطوط الدفاع عُرضة للخطر وساهم في تسريع خسائر الأراضي.
كما أبلغت بعض الوحدات العسكرية عن تخليها الكامل عن مواقعها، وهو ما كشف عن هشاشة خطوط المواجهة وأدى إلى خسائر إقليمية، كما حدث في مدينة فوهليدار.
التعب والإحباط النفسي ينهكان الجنود
العديد من الجنود يعانون من صدمات نفسية جراء استمرار القتال، مما يدفع بعضهم لطلب إجازات مرضية دون العودة، بينما يرفض آخرون تنفيذ الأوامر، حتى في خضم المواجهات. مشاعر الإحباط من استنزاف الوحدات الأمامية، والتصور بأن النصر بعيد المنال، تؤدي إلى انهيار معنوياتهم.
اعتراف رسمي بالأزمة المتفاقمة
صرّح محللون عسكريون ومسؤولون أوكرانيون أن هذه المشكلة أصبحت حرجة مع دخول الحرب عامها الثالث.
وعلى الرغم من أن روسيا تواجه تحديات مشابهة، إلا أن طبيعة الفرار في أوكرانيا تكشف عن إخفاقات في التعبئة العسكرية وفي إدارة الحرب، وهو ما دفع الولايات المتحدة للضغط على كييف لتوسيع نطاق التجنيد، بما في ذلك ضم الشباب الذين بلغوا 18 عامًا.
الجنود بين الاستنزاف والفرار
منذ بداية الحرب في فبراير 2022، تم توجيه اتهامات لأكثر من 100 ألف جندي أوكراني بالفرار.
ويُقدر عدد المنشقين الفعليين بأكثر من ذلك، مع بعض التقديرات التي تصل إلى 200 ألف. ويعاني غالبية هؤلاء الجنود من أزمات نفسية جراء الحرب، حيث يواجهون مشاهد مروعة في الخطوط الأمامية تتركهم دون قدرة على الاستمرار.
الفرار يؤثر على خطط المعارك
تعرضت خطوط الدفاع الأوكرانية لخطر كبير عندما تركت وحدات بأكملها مواقعها، كما حدث في فوهليدار.
وأدى ذلك إلى كشف الأجنحة الدفاعية، مما سهل على القوات الروسية اختراقها، ومع انخفاض عدد الجنود المتاحين، أصبحت بعض السرايا بالكاد تضم 10 أفراد، مما زاد من صعوبة الدفاع عن المواقع.
ومن جانبها تحاول القيادة الأوكرانية دعم الجنود نفسيًا وإقناعهم بالعودة للخدمة، ولذلك يفضل القادة العسكريون عدم توجيه اتهامات للجنود، إلا في حالات فشل إقناعهم بالعودة، وعلى الرغم من ذلك، يشكو الجنود من غياب الدعم النفسي الكافي، مما يجعل عودتهم للخدمة أمراً صعباً.
مستقبل غامض في غياب حلول جذرية
تهدد ظاهرة الفرار المتزايدة بفقدان المزيد من الأراضي وتصعيد أزمة الثقة بين الجنود والقيادة.
وفي ظل غياب إصلاحات جوهرية لتحسين أوضاع القوات ودعمها نفسيًا، قد تجد أوكرانيا نفسها أمام تحديات أكبر تؤثر على قدرتها في الوقف في وجه روسيا.
المصدر: