أحداث جارية سياسة

بعد التهدئة في لبنان.. ما فرص وقف الحرب في غزة؟

بعد التهدئة في لبنان.. ما فرص وقف الحرب في غزة؟

بوضع نهاية لإطلاق النار في لبنان المستمر منذ أكثر من عام بين الاحتلال وحزب الله، عاد التركيز مرة أخرى على غزة، وهو القطاع الذي يعاني من التدمير أيضًا جراء الحرب.

كان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء، ليضع حدًا للأعمال العدائية بين الطرفين والتي تصاعدت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة.

هل التوصل لاتفاق وقف إطلاق للنار في غزة ممكنًا؟

وفي أعقاب إعلان التوصل إلى اتفاق في لبنان بناءً على مقترح أمريكي، قال الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، إنه سيسعى في الوقت الحالي إلى التوصل إلى اتفاق “بعيد المنال” مماثل في غزة، ودعا الاحتلال وحماس لاستغلال تلك الفرصة.

ولكن لا توجد أي مؤشرات تدل على أن قادة الاحتلال يرغبون في تخفيف الضغوط على حماس، والتي شنت هجومًا غير مسبوقًا على الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر 2023.

وقال قادة الاحتلال أن أهداف الحرب في غزة تختلف عن مثيلتها في لبنان.

وبحسب ما قاله وزير الزراعة الإسرائيلي، آفي ديختر، عضو مجلس الوزراء الأمني ​​الداخلي ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (شين بيت) السابق، فإن الاحتلال يسعى لمنع أي تهديد مستقبلي محتمل من حماس.

وأشار ديختر، إلى أن الوضع في غزة يختلف تمامًا عنه في حماس.

من جانبه أجاب نتنياهو على سؤال للصحفيين بخصوص مدى الاقتراب من نهاية الرب على غزة، قائلًا إنه لا يزال أمامهم الكثير ليفعلوه.

الوضع الراهن في غزة

حتى الآن لا زالت حماس تحتجز 101 رهينة إسرائيلية في غزة، وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادتهم جميعا إلى ديارهم والقضاء على حماس.

وعلى مدار الشهور الماضية خاض الطرفان مفاوضات متعثرة في محاولة للتوصل إلى اتفاق، ويلوم كل طرف الآخر على التعنت في التفاوض.

واتهم سامي أبو زهري، المسؤول في حماس، إسرائيل يوم الأربعاء بعدم المرونة، قائلاً إن جماعته لا تزال تريد التوصل إلى اتفاق.

ونقلت رويترز عنه أن حماس تأمل في أن يكون الاتفاق مع حزب الله فرصة لإنهاء حرب إبادة ضد شعب غزة.

بدورهما، اتهم كلا من الاحتلال والولايات المتحدة حماس بالفشل في التفاوض بحسن نية.

ولم يكن الاحتلال يتوقع أن تستمر الحرب في غزة لهذه المدة، وطوال 14 شهرًا يشن الاحتلال هجماته على القطاع ما أدى لتدمير معظم أنحائه، كما قُتل 44 ألف فلسطيني، فيما تستمر الهجمات اليومية في محاولة للقضاء على حماس.

هل تتغير الأوضاع في غزة؟

واستقبل العديد من سكان غزة خبر إنهاء الحرب في لبنان بقدر كبير من الحزن، إذ اعتبروا أن هذه الخطوة ستؤدي إلى التخلي عنهم ونسيانهم.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بايدن سيبدأ، يوم الأربعاء، دفعًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة من خلال التواصل مع مبعوثيه وتركيا وقطر ومصر وجهات فاعلة أخرى في المنطقة.

ووعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنه بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، سيعمل على إنهاء الحرب في غزة، ولكنه لم يقدم أي تفاصيل حول الطريقة التي سيقوم بها بذلك.

ويرى الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، عوفر شيلح، إن هذا الفصل بين الصراع في لبنان وغزة، قد يجعل من الصعب إنهاء الحرب في القطاع.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تزيل الضغط الحقيقي الواقع على إسرائيل بشأن غزة، مؤكدًا أن وقف الحرب أمر لا يخدم أهداف نتنياهو وحكومته التي رفض أبرز أعضائها اتفاق لبنان.

ولفت شيلح إلى أن استمرار الحرب في غزة من مصلحة نتنياهو السياسية، لأن إنهاء الحرب قد يحدد تحالفه.