مر التلفزيون السعودي بمحطات ومراحل متعددة، بداية من التأسيس وصولًا إلى التطور والمواكبة بأحدث التقنيات العالمية، في رحلة امتدت إلى 59 عامًا.
جاء التلفزيون السعودي بعد الإذاعة ليحدث نقلة نوعية في إعلام المملكة، كأكبر مورد للمواد المصورة ويتيح التفاعل بين وسائط البث الناشئة والتقليدية، لإذكاء الوعي بالقضايا المهمة التي تواجه المجتمع.
إدخال البث التلفزيوني إلى المملكة
وضعت المملكة بصمتها إدخال البث التلفزيوني إلى البلاد إثر البيان الوزاري الذي ألقاه الأمير فيصل بن عبد العزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت، في عام 1962، الذي أعلن فيه العزم على إدخال البث التلفزيوني إلى البلاد.
وأقر مجلس الوزراء في عام 1963 مشروعًا بإنشاء التلفزيون في المملكة على مرحلتين، الأولى بناء محطتين مؤقتتين في الرياض وجدة، والثانية إنشاء نظام تلفزيوني متكامل على أسس أكثر تطورًا.
وشهدت المملكة في 7 يوليو 1965م، بدء البث الرسمي وخروج أول إشارة بث من محطتي الرياض وجدة بالأبيض والأسود، وكان الإرسال على قناة واحدة، باسم قناة المملكة العربية السعودية، وكانت تغلق في الساعة 8 مساءً، ثم توالى إيصال البث التلفزيوني إلى مختلف أنحاء المملكة.
التلفزيون السعودي من الأبيض والأسود إلى الألوان
كانت أبرز محطات التلفزيون السعودي تحوله من البث بالأبيض والأسود إلى الألوان عام 1976 عبر التعاون بين المملكة وفرنسا، ومع دخول البث الملون، وصلت ساعات البث إلى 70 ساعة أسبوعيًا، ثم زادت لأكثر من 100 ساعة خلال شهر رمضان المبارك وموسم الحج.
ولعل أبرز محطات التلفزيون السعودي كانت عام 1972، عندما نقلت مناسك الحج لأول مرة عبر شبكات الأقمار الصناعية إلى جموع المسلمين في شتى بقاع الأرض وقدر عدد الذين شاهدوا المناسك بنحو 700 مليون مسلم طبقًا لإحصاءات أجريت حول هذا النقل وقتها.
هيئة الإذاعة والتلفزيون
شهد التلفزيون السعودي والإذاعة السعودية نقله نوعية عندما أقر مجلس الوزراء بتحويلهما إلى هيئة عامة تحت مسمى هيئة الإذاعة والتلفزيون، عام 2012، لتصبح هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية، وتنتقل على إثرها القنوات السعودية الرسمية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وضمن الخطة التطويرية التي أقرتها وزارة الإعلام، للعمل بتقنية الـHD، على جميع الترددات والأقمار الاصطناعية المختلفة، وذلك لإعطاء الصورة شكلًا أكثر وضوحًا بتقنية ودقة عالية الجودة.