في ظل تصاعد التوترات في أوكرانيا، أصدرت السفارة الأمريكية تحذيرات بشأن “هجوم جوي كبير” محتمل قد يستهدف الأراضي الأوكرانية في الأيام المقبلة.
وقد تزامنت هذه التحذيرات مع تقارير تشير إلى استعداد روسيا لإطلاق صاروخ باليستي من طراز RS-26 Rubezh، الذي تم تطويره في وقت سابق في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد يكون عنصرًا جديدًا في استراتيجية موسكو لممارسة الضغط على أوكرانيا وحلفائها الغربيين.
تحولًا إستراتيجيًا
منذ بداية النزاع في أوكرانيا، شهدت الحرب استخدام روسيا المتكرر للأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، إلا أن استخدام صاروخ RS-26 Rubezh قد يمثل تحولًا في استراتيجية موسكو، خاصة أن الخبراء يعتقدون أنه قادر على اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة، مما يزيد من خطورة الوضع في أوكرانيا.
ووفقًا لمصادر مختلفة، بينها البرلماني الأوكراني بوريسلاف بيريزا والمراسل الحربي أندري بلينكو، إن الاستعدادات لإطلاق صاروخ RS-26 Rubezh جارية في موقع اختبار كابوستين يار في منطقة أستراخان الروسية.
ما هو صاروخ RS-26 Rubezh؟
يعد صاروخ RS-26 Rubezh من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ذات المدى المتوسط. يبلغ مداه ما بين 2000 إلى 6000 كيلومتر، مما يجعله في فئة يصعب اعتراضها باستخدام الأنظمة الدفاعية الحالية.
يحمل الصاروخ رأسًا حربيًا يصل وزنه إلى 1200 كيلوغرام، وهو ما يعادل حمولة ثلاثة صواريخ إسكندر مجتمعة، كما أن سرعته العالية (تصل إلى 5 ماخ أو أكثر) تجعل اعتراضه من خلال أنظمة مثل باتريوت أو ناسامس أمرًا بالغ الصعوبة.
ويمكن للصاروخ أن يحمل رأسًا حربيًا نوويًا حراريًا ويمكن استخدامه أيضًا مع مركبة أفانغارد الانزلاقية الأسرع من الصوت.
رد محتمل على الهجمات الأوكرانية
أعلنت العديد من السفارات الغربية في كييف، بما في ذلك السفارة الأمريكية، عن إغلاق مؤقت بسبب مخاوف أمنية، وهو ما يعزز من احتمالية وجود تهديد جوي وشيك.
وأوضحت التقارير أن الاستعداد لإطلاق صاروخ RS-26 يعد بمثابة رد فعل من روسيا على الهجمات الأوكرانية الأخيرة باستخدام صواريخ ATACMS الأمريكية، التي دفعت الكرملين إلى تصعيد الخطاب النووي والصاروخي، في محاولة للردع عن مزيد من الهجمات.
التداعيات على أوكرانيا وحلفائها الغربيين
يشكل إطلاق صاروخ RS-26، اختبارًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، وعلى الرغم من أن أنظمة الدفاع مثل باتريوت قد أظهرت فعاليتها ضد العديد من الصواريخ، إلا أن صواريخ RS-26 ستكون صعبة الاعتراض نظرًا لسرعتها العالية ومداها البعيد.
ومع تزايد الاعتماد الروسي على الأسلحة المتطورة، قد تحتاج الدول الغربية إلى تعزيز دعمها العسكري المباشر لأوكرانيا، سواء من خلال زيادة المساعدات العسكرية أو من خلال تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية.
المصدر: