وسط تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، كشف خمسة مسؤولين روس مطلعين أن الرئيس فلاديمير بوتين يبدي انفتاحًا تجاه مناقشة وقف إطلاق النار مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وأوضحت المصادر أن بوتين يشترط على كييف التخلي عن انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والتنازل عن طموحاتها الإقليمية، وتأتي هذه المستجدات في وقتٍ تُحقق فيه روسيا مكاسب عسكرية ملموسة في أوكرانيا.
مطالب بوتين
صرح المسؤولون بأن الكرملين قد يوافق على تجميد الصراع عند الخطوط الأمامية الحالية، حيث تسيطر روسيا على 70-80% من أراضي أربع مناطق أوكرانية – دونيتسك، لوغانسك، زابوريزهيا، وخيرسون – تبقى أجزاء صغيرة منها تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وأشار بوتين مؤخرًا إلى ضرورة أن تعكس أي هدنة “الحقائق على الأرض”، مع رفضه لأي ترتيبات مؤقتة تتيح للغرب إعادة تسليح أوكرانيا.
كما أوضح بوتين في منتدى فالداي، أنه من الصعب تصور علاقات حسن جوار مع أوكرانيا إذا استمرت في التعاون العسكري مع الغرب.
وأكد أن روسيا لن تقبل بانضمام أوكرانيا إلى الناتو لكنها قد تنظر في تقديم ضمانات أمنية لكييف، مقابل تقليص حجم القوات المسلحة الأوكرانية.
تعقيدات أمام الاتفاق المرتقب
رغم وجود مجال للمفاوضات، تبرز تعقيدات تعيق التوصل إلى تسوية، فقد أدى قرار إدارة بايدن بتزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى إلى تصعيد الصراع.
واستخدمت كييف هذه الصواريخ لضرب الأراضي الروسية للمرة الأولى، مما دفع الكرملين إلى التشدد في شروطه.
ومن جانبه قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن تفويض استخدام هذه الصواريخ يمثل “تصعيدًا خطيرًا” ويهدد أي احتمالية لوقف إطلاق النار قريبًا.
وكان ترامب الذي سيعود إلى البيت الأبيض في يناير قد تعهد بالتفاوض المباشر مع بوتين للتوصل إلى حل، لكنه لم يكشف عن تفاصيل خطته لتحقيق السلام.
حقائق ميدانية.. السيطرة الروسية تتزايد
تسيطر روسيا حاليًا على 18% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وأجزاء كبيرة من مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريزهيا وخيرسون.
وتعتبر هذه السيطرة عنصرًا أساسيًا في أي مفاوضات، حيث أوضح الكرملين أن مستقبل شبه جزيرة القرم “ليس محل نقاش”.
وداخليًا، قد يتمكن بوتين من تقديم أي اتفاق محتمل كإنجاز سياسي وعسكري يحمي الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا، ويؤمن الجسر البري إلى القرم.
ضمانات أمنية وتجارب سابقة
المفاوضات المحتملة قد تستند إلى مشروع اتفاق تم التوصل إليه مبدئيًا في إسطنبول عام 2022، وينص المشروع على أن توافق أوكرانيا على الحياد الدائم مقابل ضمانات أمنية دولية من الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا.
وعلى الرغم من ذلك، يشكك الخبراء في قدرة الطرفين على تحقيق اتفاق دائم نظرًا للتباعد الكبير في مواقفهما، حيث قال ديمتري سيمز، الخبير الروسي البارز، إن التوصل إلى صفقة شاملة قد يكون شبه مستحيل، بسبب رفض كل من روسيا وأوكرانيا تقديم تنازلات جوهرية.
المصدر: