مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية، تثار تساؤلات حول الكيفية التي ستدير بها إدارته العلاقات مع السودان، خاصة في ضوء سياسة “أمريكا أولًا” التي تعهد أمام ناخبيه بتبنيها.
ورغم أن ترامب لم يشر إلى السودان بشكل محدد خلال حملته الانتخابية الأخيرة، فإن تحركاته في ولايته الأولى تعطي لمحة عن مساره المحتمل تجاه السودان، معتمدًا على توجهات تخدم المصالح الأمريكية المباشرة.
توجهات ترامب الإقليمية
كما أعلن ترامب مرارًا وتكرارًا في خطاباته، وخاصة في حملته الانتخابية، فإن سياسته خلال رئاسته الأولى كانت تقوم على مبدأ “أمريكا أولاً” وتجنب التدخل الخارجي غير الضروري.
وذكر أن “إعادة بناء أمريكا تأتي أولًا” ويركز على تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية مباشرة دون تكبد أعباء إضافية، وبهذا المعنى، قد تسعى إدارة ترامب المستقبلية إلى التعاون مع السودان، ولكن فقط في حدود تخدم المصالح الأميركية.
وفي إطار اتفاقيات إبراهيم للسلام، شجعت إدارة ترامب السودان في عام 2020 على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي الخطوة التي تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي وفق الرؤية الأمريكية وإبعاد السودان عن المحور الإيراني.
وتضمنت خطوات التطبيع إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتقديم تسهيلات اقتصادية، وقال ترامب حينها إن هذه الاتفاقيات “تغير وجه الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى دورها في بناء شبكة تعاون إقليمية تضم السودان وإسرائيل وعدة دول عربية أخرى.
ومن المتوقع أن يعيد ترامب التركيز على هذه الاتفاقيات كوسيلة لتعزيز الاستقرار الإقليمي بما يخدم المصالح الأمريكية، وربما تدعم الولايات المتحدة السودان اقتصاديًا، لكن من المرجح أن تعتمد على الاستثمار الخاص أكثر من المساعدات المباشرة في علاقاتها الخارجية.
الحرب في السودان
منذ أبريل 2023 والمعارك مستمرة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
عقب تأكيد فوز دونالد ترامب بالانتخابات، سارع جنرالات السودان المتحاربون إلى تقديم التهاني، والإعلان عن رغبتهما في تطوير العلاقات بين البلدين!
بعد أكثر من 18 شهرًا من الحرب التي حولت السودان إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم من حيث الحجم، مع فرار ما يقرب من 30% من السكان من منازلهم، ومقتل عشرات الآلاف وانتشار المجاعة، يرى كل من حميدتي وبرهان فرصة لتحقيق اليد العليا في البلاد بعد فوز ترامب.. ولكن هذا لا يعني أن من المتوقع أن يكون للرئيس ترامب أي مصلحة حقيقية في السودان.