سمحت الولايات المتحدة للمقاولين العسكريين الأمريكيين بالدخول إلى الأراضي الأوكرانية لمساعدة جيش البلاد في صيانة أسلحتهم، لأول مرة منذ بداية الغزو الروسي في 2022.
كانت الولايات المتحدة فرضت حظرًا على تواجد المقاولين في أوكرانيا، حتى رفعته اليوم الجمعة، وفق مسؤول مطلع على الخطة الأمريكية.
وبحسب ما نقلته شبكة CNN عن هذا المسؤول فإن المقاولين سيساعدون في صيانة الأسلحة الأمريكية التي تمد بها واشنطن كييف، ومن أبرزها طائرات مقاتلة من طراز F16 وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت.
وسيمسح هذا القرار الذي تمت الموافقة عليه في وقت سابق من هذا الشهر، بمنح الشركات الأمريكية عقودًا للعمل داخل أوكرانيا من قبل البنتاغون.
وقال مسؤولون إنهم يأملون في تسريع صيانة وإصلاح أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأوكراني.
هل يستمر رفع الحظر بعد تولي ترامب؟
حتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة حول ما إذا كان الرئيس ترامب سيُبقي على القرار بعد توليه السلطة في 20 يناير المقبل.
ولكن ترامب صرّح من قبل بأنه يستهدف إنهاء الحرب الأوكرانية خلال 24 ساعة فقط من تولي منصبه.
وبحسب مسؤول دفاعي فإن البنتاغون سيتولى تقديم عطاءات لعدد صغير من المقاولين، وذلك رغبة من الولايات المتحدة في ضمان استمرار المساعدات التي قدمتها بالفعل إلى أوكرانيا.
وأكد المسؤول أن هؤلاء المقاولون لن يكونوا في خطوط الدفاع الأمامية، ولن يشتبكوا بأي شكل مع القوات الروسية، وستنحصر مهمتهم في صيانة وإصلاح الأسلحة والمعدات فقط، حتى يمكن إعادتها للعمل.
وقال المسؤول الدفاعي إن الولايات المتحدة تمضي قدما في الخطة لأن العديد من الأنظمة التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، وخاصة طائرات F-16 وباتريوت، تحتاج لخبرة فنية محددة لصيانتها.
وتوقع المسؤول أن يتم الإعلان عن تلك العطاءات عبر الإنترنت قريبًا.
كسب الوقت
تمثل هذه الخطوة تغييرًا في السياسية الأمريكية التي تسعى إلى منح الجيش الأوكراني ميزة للتفوق في ساحة المعركة.
فعلى مدار عامين من الحرب، كانت الولايات المتحدة واضحة في إبقاء الأمريكيين بعيدا عن ساحة المعركة بأي شكل، وحذر بايدن من السفر إلى أوكرانيا أو المشاركة في القتال.
وبموجب ذلك، كان على أوكرانيا أن تنقل أسلحتها المتضررة من الحرب إلى خارج البلاد عن طريق بولندا أو رومانيا لإصلاحها وصيانتها، وهو أمر كان يستغرق وقتًا طويلًا.
وكانت القوات الأمريكية متاحة أيضا لمساعدة الأوكرانيين في المزيد من الصيانة الروتينية والخدمات اللوجستية، ولكن فقط من بعيد عبر دردشة الفيديو أو الهاتف الآمن.
ولكن مع هذا القرار، سيكون المقاولون الأمريكيون قادرون على التواجد والتعامل مباشرة مع الأسلحة والقطع الكبيرة المتضررة، بما يضمن إصلاحها بشكل أسرع بكثير.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن من بين الأسلحة التي تتطلب صيانة دورية هي الطائرة المقاتلة F-16، التي تسلمتها أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام.
وسيكون على الشركات التي تتقدم للحصول على العطاء أن تقترح خططًا ذات مخاطر أقل على الموظفين الذين يعملون لديها في أوكرانيا، وفق مسؤولين.
من جانبها، قامت وزارة الدفاع الأمريكية بتقييم عال للمخاطر قبل اتخذا هذا القرار، فيما”سيكون كل مقاول أو منظمة أو شركة أمريكية مسؤولة عن سلامة وأمن موظفيها وسيطلب منها تضمين خطط تخفيف المخاطر كجزء من عطاءاتها.
المصدر: CNN