سياسة

لماذ أقال نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت؟

الإقالة تأتي على خلفية انعدام الثقة المتزايد بينه وبين غالانت في إدارة الحملة الأمنية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الثلاثاء، إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفاً له، مؤكداً أن قراره جاء نتيجة “أزمة ثقة” متصاعدة.

وأوضح نتنياهو في كلمة متلفزة أن الإقالة تأتي على خلفية انعدام الثقة المتزايد بينه وبين غالانت في إدارة الحملة الأمنية، وأن جدعون ساعر رئيس حزب اليمين الموحد وعضو الكنيست ، الذي انضم إلى الائتلاف في أواخر سبتمبر كوزير بلا حقيبة، سيحل محل كاتس كوزير للخارجية.

تبرير الإقالة

قال نتنياهو في كلمته: “التزامي الأسمى كرئيس للوزراء هو حماية أمن إسرائيل وتحقيق النصر الكامل. في هذا التوقيت الحساس، يتطلب الموقف ثقة مطلقة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، لكن للأسف، على الرغم من التعاون الوثيق في الأشهر الأولى، تصدعت الثقة بيني وبين غالانت”.

كما أشار نتنياهو إلى “فجوات كبيرة” بينه وبين غالانت في إدارة الحملة، لافتًا إلى أن الخلافات طفت على السطح بشكل علني، مما أتاح للعدو استغلالها.

وأضاف: “بذلت محاولات عدة لرأب الصدع، لكنها باءت بالفشل، وتعمقت الفجوات حتى وصلت إلى درجة أثرت على أداء الحكومة”.

اختتم نتنياهو كلمته قائلاً: "أزمة الثقة أصبحت علنية ولا يمكن تجاهلها؛ الحكومة والمجلس يشاطرونني الرأي بأن الوضع لا يمكن أن يستمر، وبناءً على ذلك، قررت اليوم إنهاء فترة غالانت وتعيين يسرائيل كاتس في منصب وزير الدفاع"

قرار لا يحتمل التأجيل

اختتم نتنياهو كلمته قائلاً: “أزمة الثقة أصبحت علنية ولا يمكن تجاهلها؛ الحكومة والمجلس يشاطرونني الرأي بأن الوضع لا يمكن أن يستمر، وبناءً على ذلك، قررت اليوم إنهاء فترة غالانت وتعيين يسرائيل كاتس في منصب وزير الدفاع، لقد أثبت كاتس جدارته سابقاً في عدة مناصب حساسة كوزير للخارجية ووزير للمالية ووزير للمخابرات، وهو عضو مؤثر في المجلس السياسي الدفاعي لسنوات طويلة”.

رد فعل غالانت والشارع الإسرائيلي

كتب غالانت على وسائل التواصل الاجتماعي “أمن إسرائيل كان وسيظل دائمًا مهمة حياتي”، ولم يتطرق بشكل مباشر إلى إقالته.

وفرضت الشرطة الإسرائيلية إغلاقات مرورية في محيط مقر إقامة نتنياهو في القدس بعد الإعلان عن إقالة غالانت، في حين نزل مئات المحتجين على القرار إلى الشوارع في تل أبيب، بينما أغلق محتجون محور أيالون في تل أبيب الكبرى.

وعلق خبراء و محللون إسرائيلون على القرار بالعديد من التساؤلات حول خبرة كاتس العسكرية، و كيف سيؤثر ذلك على إدارة ساحتي المعركة الأكثر سخونة في غزة وجنوب لبنان، فضلا عن تساؤلهم عما إذا كان هناك علاقة بين إقالة غالانت و القضايا الأمنية التي يتم التحقيق فيها.

اعتبرت هيئة عائلات الأسرى أن إقالة غالانت استمرار لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة المخطوفين

وفي السياق ذاته اعتبرت هيئة عائلات الأسرى أن إقالة غالانت استمرار لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة المخطوفين”.

بينما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: “أهنئ نتنياهو على قرار إقالة غالانت فلا يمكن تحقيق النصر الكامل معه”.

أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فاعتبر من جهته أن إقالة غالانت في وسط الحرب هي عمل جنوني، وأن نتنياهو يبيع أمن إسرائيل ومقاتلي الجيش من أجل البقاء السياسي الوضيع. واضاف لابيد: “حكومة اليمين بالكامل تفضل المتهربين على المقاتلين. أنا أدعو أبناء (يوجد مستقبل) وجميع الوطنيين الصهاينة للخروج الليلة إلى الشوارع احتجاجاً”.

خلافات سابقة

بدأ الخلاف بين نتنياهو وغالانت منذ عدة أشهر، وتمحور حول إصلاح القضاء، وإلى أي مدى يمكن اتخاذ إجراءات ضد جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي الذين يهددون بالاستقالة، وبشأن تجنيد الرجال من طائفة الحريديم المتدينين في صفوف الجيش، وما إذا كان بالإمكان الاستعانة ببعض موظفي السلطة الفلسطينية ليحلوا محل حماس في قطاع غزة.

 واختلف الطرفان أيضًا حول صفقة تبادل الأسرى مع حماس، ووصفت الصحافة الإسرائيلية الوضع آنذاك بأنه أكبر من أي خلاف سابق بينهما، حيث اتهم غالانت نتنياهو بتعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر بشكل مباشر.

المصدر:

The Jerusalem