أحداث جارية سياسة

نتيجة الانتخابات الأمريكية قد تضع هذه الدول في خطر

يراقب العالم الانتخابات الرئاسية الأميركية مع توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء، لكن التصويت له أهمية أكبر بالنسبة لبعض البلدان مقارنة بغيرها.

بالنسبة لبعض الدول، قد يشكل التصويت الفارق بين الحرب والسلام، أو الاستقرار والتقلبات، أو الرخاء أو الضعف الاقتصادي.

يتناول هذا التقرير هوية الدول التي لديها أكبر فرصة للفوز أو الخسارة من الانتخابات بغض النظر عن من يدخل البيت الأبيض، سواء كان الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب أو نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس .

الصين

تعد الصين المنافس الاقتصادي الأكبر للولايات المتحدة، ولا تظهر أي مؤشرات على تراجع هذه العداوة، بغض النظر عمن يصبح الرئيس الأميركي المقبل.

هدد ترامب بالفعل بإحياء حرب تجارية بدأت خلال ولايته الأولى، حيث فرض رسوما جمركية بقيمة 250 مليار دولار على الواردات الصينية.

ودافع ترامب عن هذا الإجراء باعتباره وسيلة لتقليص العجز التجاري الهائل مع الصين، وتعزيز الوظائف والقدرة التنافسية الأميركية.

في هذا العام، قال ترامب إنه إذا أعيد انتخابه، فسوف يرفع التعريفات الجمركية على السلع الصينية بنسبة من 60% 100%.

وقد انتقد فريق حملة هاريس بشدة الاقتراح الأخير لإنشاء قاعدة تعريفة جمركية عالمية، ولكن هناك القليل من الدلائل على أن الإدارة التي يقودها الديمقراطيون ستتراجع عن التعريفات الجمركية الحالية، مثل تلك المفروضة على المركبات الكهربائية الصينية أو الألواح الشمسية، والتي تم تنفيذها خلال فترة الرئيس بايدن.

وتدخل الولايات المتحدة فجر عصر سياسي جديد وسط تباطؤ اقتصادي في الصين، التي تعاني من ضعف ثقة المستهلك وتراجع في سوق الإسكان.

ومن المقرر الإعلان عن تدابير تحفيز الاقتصاد الصيني في وقت لاحق من هذا الأسبوع، والتي من المرجح أن يعتمد حجمها على نتيجة الانتخابات.

الصين والولايات المتحدة

روسيا وأوكرانيا

تستمر الحرب الروسية الأوكرانية بينما تعتمد كييف إلى حد كبير على المساعدات العسكرية الأجنبية لتمكينها من مواصلة القتال.

ومن المتفق عليه على نطاق واسع أن إدارة ترامب والجمهوريين المتشددين سيكونون أكثر عدائية تجاه منح أوكرانيا المزيد من المساعدات العسكرية، مما يعوق بشكل كبير قدرتها على الاستمرار في القتال ضد روسيا.

وتفاخر ترامب بأنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة إذا انتُخب، مشيرًا أنه سيوقف تمويل أوكرانيا من أجل إجبارها على التوصل إلى تسوية تفاوضية مع روسيا.

ومن المرجح أن يعني هذا التخلي عن ما يقرب من 20% من أراضيها في الجنوب والشرق التي تحتلها القوات الروسية حاليًا.

وفي المقابل، قالت هاريس إن إدارتها المستقبلية ستدعم أوكرانيا ”طالما استغرق الأمر بعض الوقت”، لكن لا هي ولا واشنطن حددتا بوضوح ما يعنيه هذا التصريح، أو كيف يبدو النصر الأوكراني، أو ما إذا كان هناك حد للمساعدات الأميركية.

الكيان المحتل وإيران

ينظر المحللون السياسيون إلى الشرق الأوسط باعتباره المنطقة التي قد تكون فيها مواقف السياسة الخارجية لترامب وهاريس أكثر توافقًا.

تعهد كلا المرشحين بمواصلة الدعم الأمريكي للاحتلال في ملاحقتها من يطلق عليهم الأمريكيون وكلاء إيران، بما يشمل حماس وحزب الله في غزة ولبنان على التوالي، بينما يدفعان أيضًا نحو إنهاء الصراع قريبًا.

هددت إيران بالرد على الضربات الصاروخية للاحتلال على المنشآت العسكرية في البلاد الشهر الماضي، مما يعني أن دورة من تبادل الهجمات المتبادلة بين الخصوم قد تستمر.

قدم “ترامب” نفسه مؤخرًا باعتباره ”حاميًا” للاحتلال، حيث روج لدعمه السابق، وقال إن الكيان المحتل يواجه ”الإبادة الكاملة” إذا لم يتم انتخابه.

اكتسب “ترامب” شعبية في الكيان المحتل خلال فترة ولايته الأولى بعد أن كسر عقودًا من التقاليد الأمريكية بالاعتراف رسميًا بالقدس عاصمة للاحتلال.

أظهر استطلاع للرأي أجراه  معهد الديمقراطية الإسرائيلي الأسبوع الماضي أن ما يقرب من 65% من المستوطنين يشعرون بأن ترامب سيكون أفضل لمصالح الكيان المحتل، وهو ما يزيد كثيرا عن 13% الذين شعروا بأن هاريس ستكون أفضل، فيما قال ما يزيد قليلا على 15% إنه لا يوجد فرق بين المرشحين، وقال 7% إنهم غير متأكدين.

واتهمت هاريس باتخاذ موقف متناقض بشأن الاحتلال بعد انتقادها للاستراتيجية العسكرية للكيان، قائلة إن خسارة الأرواح في غزة في العام الماضي كانت ”مدمرة” و”مفجعة”.

وحاولت هاريس تبديد وصف الجمهوريين لها بأنها معادية للاحتلال، حيث صرحت في أغسطس بأنها ”ستدافع دائمًا عن حق الكيان في الدفاع عن نفسه”.

أما بالنسبة لإيران، فقد قال مسؤولون إقليميون وغربيون لـ “Reuters” إنهم يعتقدون أن رئاسة “ترامب” ستكون بمثابة نبأ سيئ بالنسبة لطهران، مع إمكانية أن يعطي الضوء الأخضر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضرب المواقع النووية الإيرانية، وهي الخطوة التي رفضها بايدن، وتنفيذ اغتيالات مستهدفة، وإعادة فرض ”سياسة الضغط الأقصى” من خلال المزيد من العقوبات على صناعتها النفطية.

ومن ناحية أخرى، يُنظر إلى هاريس على أنها أكثر ميلاً إلى مواصلة موقف بايدن في السياسة الخارجية إذا فازت بالمنصب، لتهدئة التوترات.

المصادر:

موقع cnbc