أحداث جارية سياسة

خصوصية الانتخابات الأمريكية.. اختيار الرئيس ليست عملية سهلة

خصوصية الانتخابات الأمريكية.. اختيار الرئيس ليست عملية سهلة

يترقب العالم أجمع الانتخابات الأمريكية التي من المقرر أن تنطلق غدًا الثلاثاء، والتي ستحدد هوية الفائز بمنصب الرئيس بين ترامب وهاريس.

ولكن الانتخابات الأمريكية لها خصوصية معينة تختلف عن مثيلاتها في الدول الأخرى، فكمثال قد يحظى المرشح الفائز بتأييد ولايات أصغر من تلك التي حظي بها المرشح الخاسر.

كما أن المرشح الخاسر قد يكون حصد عدد أصوات أكبر من المرشح الفائز بمنصب الرئيس.

نقاط أساسية عن انتخابات الرئاسة الأمريكية

يتم اختيار رئيس جديد للولايات المتحدة كل 4 أعوام، وتم الاتفاق على أن تُجرى الانتخابات في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر في العام المختار.

ولكن هذه القاعدة أحيانًا ما يكون لها استثناءات، وخصوصًا إذا تصادف وكان يوم 1 نوفمبر هو يوم الثلاثاء الأول، ففي هذه الحالة يتم إجراء الانتخابات في الأسبوع التالي.

وبشكل عام، يجب أن يكون يوم الاقتراع في الثلاثاء الذي يأتي في الفترة بين 2 نوفمبر و8 نوفمبر.

أبرز المرشحين في الانتخابات

يحظى المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ونظيرته الديمقراطية، كامالا هاريس بكل الأضواء والتركيز باعتبارهما المتنافسيّن الأبرز، ولكن الانتخابات الأمريكية تضم لاعبين آخرين ولكنهم أقل حظًا في الفوز.

ومن بين هؤلاء المرشحين المرشحة عن حزب الخضر، الناشطة والطبيبة جيل ستاين، والتي تنادي باستراتيجية واضحة لمكافحة الاحتباس الحراري.

ويمثل الحزب اليبرتاري في الانتخابات الناشط، شيس أوليفر، والذي يدعو إلى منع المساعدات العسكرية عن الاحتلال وأوكرانيا، وكذلك بإزالة القواعد العسكرية خارج البلاد.

وهناك الناشط المستقل، كورنيل وست، وهو أكاديمي وينطوي برنامجه الانتخابي على تحجيم الإنفاق العسكري الأمريكي، وتكفّل الدولة بتكاليف الرعاية الصحية.

خصوصية الانتخابات الأمريكية.. اختيار الرئيس ليست عملية سهلة
تم الاتفاق مسبقًا على إجراء الانتخابات الأمريكية في أول ثلاثاء من شهر نوفمبر

أساس النظام الانتخابي

يُعتبر “المجمع الانتخابي” هو أساس النظام الانتخابي الأمريكي، والذي يعتمد بشكل أساسي على الكثافة السكانية في كل ولاية.

وكلما زاد عدد سكان الولاية، زادت قوة تأثيرها على تحديد الرئيس الفائز بالسباق الرئاسي.

والمجمع الانتخابي يضم عدة أعضاء يتم تحديدهم بناء على أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

ويضم الكونغرس في الإجمالي 535 عضوًا، يتم تقسيمهم إلى 435 عضوًا في مجلس النواب موزعين على حسب عدد سكان كل ولاية.

أما الـ100 عضو الآخرين فهم أعضاء مجلس الشيوخ، ويمثل كل عضوين ولاية معينة.

ويزيد عدد أعضاء المجمع الانتخابي عن إجمالي أعضاء الكونغرس بـ 3 أعضاء، وهم ممثلو العاصمة واشنطن غير الممثلة في الكونغرس، ليُصبح الإجمالي 538 عضوًا.

ويمثل كل ولاية في المجمع الانتخابي بنفس عدد الممثلين في الكونغرس، وكمثال لدى ولاية كاليفورنيا 54 ممثلًا في كلا الجهتين.

ولكن بالنظر إلى ولاية ألاسكا وهي من أكبر الولايات الأمريكية والتي تبلغ مساحتها مليون ونصف كيلومتر مربع، فسنجد أنها تُمثّل فقط بـ3 أصوات في المجمع الانتخابي.

ويرجع ذلك إلى أن ولاية ألاسكا ذات كثافة سكانية صغيرة.

ويتطلب الفوز بالسباق الرئاسي الفوز بـ270 صوتًا كحد أدنى من أصوات المجمع الانتخابي

ويتم حسم الفائز في كل ولاية على حسب أغلبية الأصوات، فإذا فاز المرشح بأكثرية الأصوات في ولاية بعينها يفوز في المقابل بجميع أصواتها في المجمع الانتخابي حتى ولو كان الفارق ضعيف جدًا بينه وبين المرشح الخاسر.

وهذه القاعدة هي السبب في أن أحيانًا يكون الرئيس الفائز في الانتخابات صاحب أصوات ناخبين أقل من منافسه الخاسر في الانتخابات، لأن الأمر يتعلق في النهاية بأصوات المجمع الانتخابي.

ولا يُستثنى من تطبيق تلك القاعدة في إجراءات التصويت سوى ولايتين هما “ماين ونبراسكا”.

وأكبر دليل على ذلك هو انتخابات عام 2016، عندما حصدت هيلاري كلينتون على نحو 3 ملايين صوت أكثر من الأصوات التي حصدها ترامب، ورغم ذلك تم إعلان فوز الرئيس السابق بحصوله على أصوات 304 عضوًا في المجمع الانتخابي.

خصوصية الانتخابات الأمريكية.. اختيار الرئيس ليست عملية سهلة
ترامب وهاريس ليسا الوحيدين في السباق الرئاسي، وهناك ثلاثة لاعبين آخرين أقل حظًا في الفوز

الولايات الحاسمة

أغلب الولايات الأمريكية يكون لها ولاء دائم لمعسكر بعينه سواء كان ديمقراطي أو جمهوري، ويكون القلق بشأن الفوز أو الخسارة فيها ليس كبير باعتبارها ولايات محسومة الانتماء.

وكمثال فولاية كاليفورنيا معروفة بانتماءها للحزب الديمقراطي منذ عام 1992، ولذلك التوقعات بفوز كامالا هاريس بتلك الولاية كبيرة.

وسيكون الأمر غير مفاجئ أيضًا إذا فاز ترامب بأصوات ولاية تكساس والتي تمنح أصواتها للمرشح الجمهوري منذ عام 1980.

ولكن على الجانب الآخر هناك عدة ولايات غير معلومة الانتماء، وهو ما يُطلق عليها “الولايات المتأرجحة”، وتساهم هذه الولايات بشكل كبير في حسم نتيجة الانتخابات.

وعلى العكس من الولايات الأخرى، يهتم المرشجون بتكثيف حملاتهم الدعائية في تلك الولايات المتأرجحة بهدف استقطاب أكبر عدد من الأصوات غير محسومة الاتجاه.

ويُنظر إلى الفوز بهذه الولايات باعتباره “كلمة السر” التي ستفتح أبواب البيت الأبيض.

وبحسب المراقبين فهناك 7 ولايات حاسمة في السباق الانتخابي لعام 2024، وهي نيفادا، وأريزونا، وجورجيا، وبنسلفانيا، وميتشغان، وويسكنسون، وكارولينا الشمالية.

وفي انتخابات عام 2020، حظي بايدن بأصوات أول 6 ولايات متأرجحة، فيما لم يحظ ترامب سوى بأصوات الولاية الأخيرة.

وهي ولايات صوتت لصالح جو بايدن في انتخابات 2020.

المصدر: BBC