بدأت أفلام الرعب في السينما العالمية قبل بدايات القرن العشرين، وتحديدًا في عصر السينما الصامتة، وجاءت أولى المحاولات في فرنسا عام 1896 مع فيلم بيت الشيطان (The House of the Devil) لجورج ميلييس، الذي يُعد أول فيلم رعب على الإطلاق، حيث استخدم فيه المؤثرات البصرية لإثارة الرعب.
سرعان ما اجتذبت هذه الفكرة اهتمام صنّاع السينما، وظهرت أفلام مثل نوسفيراتو (Nosferatu) عام 1922 في ألمانيا، والتي اقتبست شخصية دراكولا بشكل غير رسمي، لتصبح أحد أشهر أفلام الرعب الصامتة الكلاسيكية.
تطور أفلام الرعب
مع تقدم السينما ودخول الصوت في الثلاثينيات، أخذت أفلام الرعب شكلًا أكثر نضوجًا في هوليوود، وأصبح استوديو يونيفرسال رائدًا في هذا النوع بإنتاج أفلام مثل دراكولا (1931) وفرانكنشتاين (1931)، اللذين قدما شخصيات رمزية أثارت الخوف في الجماهير.
قدمت يونيفرسال عدة شخصيات أخرى مثل المومياء والرجل الذئب، والتي أصبحت جزءًا من ثقافة أفلام الرعب لعقود.
وشملت هذه الأفلام قصة مرعبة ومؤثرات خاصة كانت مذهلة في عصرها، مما جعل منها العصر الذهبي لأفلام الرعب.
الرعب العلمي والنفسي
تزامنًا مع الحرب الباردة والمخاوف النووية في الخمسينيات، شهدت أفلام الرعب تحولًا نحو الرعب العلمي، فظهرت أفلام مثل هجوم الكائنات العملاقة (Attack of the Giant Leeches) وأفلام الوحوش الطائرة، مما جعل الرعب متأثرًا بالخوف من التكنولوجيا والكائنات الفضائية.
أما في الستينيات، فقد اتجهت أفلام الرعب نحو الغموض والرعب النفسي، وبرزت أعمال مثل سايكو (1960) لألفريد هيتشكوك، الذي نقل الرعب من الوحوش إلى العقل البشري، وفتح بابًا جديدًا لفهم الخوف.
عصر القتلة المتسلسلين والرعب الدموي
شهدت السبعينيات صعود نوع جديد من أفلام الرعب التي تعتمد على العنف المباشر والرعب النفسي، فظهر فيلم طارد الأرواح (The Exorcist) عام 1973، الذي أحدث ضجة كبيرة بسبب محتواه المرعب والمواضيع المثيرة للجدل.
تبع ذلك أفلام مثل هالوين (Halloween) وجمعة الثالث عشر (Friday the 13th) في الثمانينيات، لتؤسس نمط “القاتل المتسلسل” الذي يعتمد على مطاردة الضحايا، مع التركيز على دمج المؤثرات الدموية والمشاهد العنيفة.
الرعب المعاصر
عادت أفلام الرعب إلى طابع الغموض في التسعينيات، مع أفلام مثل سكريم (Scream) التي أعادت إحياء نوع أفلام الرعب للمراهقين مع إضافة عنصر الفكاهة والتشويق.
ومع اقتراب الألفية، شهدت السينما العالمية تطورًا كبيرًا بفضل التكنولوجيا الرقمية، وظهرت أفلام مثل مشروع الساحرة بلير (The Blair Witch Project) عام 1999، الذي اعتمد على أسلوب التصوير الذاتي، مما أدخل نوعًا جديدًا من الرعب المباشر.
تعدد الأنماط والرعب النفسي الحديث
في الوقت الحالي، تتميز أفلام الرعب بتنوع كبير، بدءًا من الرعب النفسي في أفلام مثل (Get Out) و (Hereditary)، إلى رعب الخوارق في أفلام مثل ذا كونجورينج (The Conjuring).
المصدر: