سياسة

الإعلام الأمريكي فقد مصداقيته.. جيف بيزوس يفنّد الأسباب

تلقت صحيفة “The Washington Post” الأمريكية المملوكة لرجل الأعمال، جيف بيزوس، رود فعل سلبية على قرارها بالامتناع عن دعم أحد مرشحي انتخابات رئاسة الولايات المتحدة لعام 2024.

ألغى نحو 200 ألف شخص اشتراكهم في الصحيفة، بينما تقدّم عدد من كتاب الأعمدة بالاستقالة؛ اعتراضًا على القرار الصادر من “بيزوس” نفسه.

الحقيقة الصعبة

نشر جيف بيزوس مقالًا في الصحيفة بعنوان “الحقيقة الصعبة: الأمريكيون لا يثقون بوسائل الإعلام”، لتبرير موقفه.

كتب “بيزوس” في مقاله أن استطلاعات الرأي العامة السنوية أظهرت تراجعًا في سمعة الصحفيين ووسائل الإعلام والثقة فيهم، بدرجة تتفوق على الكونغرس قليلًا، الذي كان دائمًا في القاع.

وأشار إلى استطلاع “غالوب” لهذا العام، والذي ظهرت فيه وسائل الإعلام دون “الكونغرس” على مستوى الثقة والسمعة.

وأضاف “بيزوس”: “يعتقد معظم الناس أن وسائل الإعلام متحيزة، ومن لا يرى ذلك فهو لا يولي إلا القليل من الاهتمام للواقع، وأولئك الذين يحاربون الواقع يخسرون، فالواقع بطل لا يهزم”.

وتابع: “قد يكون من السهل إلقاء اللوم على الآخرين بسبب تراجع مصداقيتنا لفترة طويلة ومستمرة وبالتالي تراجع تأثيرنا، ولكن عقلية الضحية لن تساعد، فالشكوى ليست استراتيجية، بل يجب علينا أن نعمل بجد أكبر للسيطرة على ما يمكننا السيطرة عليه لزيادة مصداقيتنا”.

وعبّر “بيزوس” عن وجهة نظره بأن “التأييد الرئاسي لا يرجح كفة أحد في الانتخابات”، قائلًا: “لن يقول أي من الناخبين المترددين في ولاية بنسلفانيا: سأوافق على المرشح المؤيّد من قبل الصحيفة أ”، وما تفعله التأييدات الرئاسية في الواقع هو خلق تصور بالتحيز وعدم الاستقلال”.

وبرّر “بيزوس” قراره بالقول: “هو القرار الصحيح، فقد كان يوجين ماير، ناشر صحيفة واشنطن بوست في الفترة من 1933 إلى 1946، يعتقد نفس الشيء، وكان على حق، حيث أن رفض تأييد المرشحين الرئاسيين لا يكفي في حد ذاته لدفعنا إلى أعلى سلم الثقة، ولكنه خطوة ذات مغزى في الاتجاه الصحيح”.

وواصل: “أتمنى لو أننا قمنا بالتغيير في وقت أبكر مما فعلناه.. في لحظة بعيدة عن الانتخابات والمشاعر المحيطة بها، ولم يكن ذلك تخطيطًا كافيًا، ولم يكن استراتيجية متعمدة”.

وكتب “بيزوس”: “إن الافتقار إلى المصداقية لا يقتصر على صحيفة واشنطن بوست، بل إن الصحف الأخرى لديها نفس القضية، وهي مشكلة ليس فقط بالنسبة لوسائل الإعلام، بل للأمة أيضًا”.

وأوضح: “يلجأ العديد من الأشخاص إلى ملفات بودكاست غير رسمية ومنشورات غير دقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من مصادر الأخبار التي لم يتم التحقق منها، والتي يمكن أن تنشر معلومات مضللة بسرعة وتعمق الانقسامات”.

ولفت أن صحيفتا “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” تفوزان بجوائز، لكن فرق عملها لا تتحدث بشكل إلا مع النخب في معظم الحالات، بينما في التسعينيات اقتربت نسبة الاعتماد على اتجاهات الأسر إلى 80%.

المصدر:

صحيفة The Washington Post