اقتصاد

صراع الشرق الأوسط يفقد تأثيره في رفع أسعار النفط

أصدر البنك الدولي تقريرًا عن توقعاته بشأن أسعار النفط والسلع عالميًا على المدى المتوسط، في ظل توسع الصراع في الشرق الأوسط.

الوفرة تقوّض ارتفاع الأسعار

كشفت نشرة “آفاق السلع الأولية”، الصادرة عن البنك الدولي في أواخر أكتوبر 2024، أن البنك الدولي يتوقع انخفاض أسعار السلع الأولية على المستوى العالمي إلى أدنى مستوى لها في خمس سنوات في عام 2025 بسبب الوفرة غير المسبوقة في إمدادات النفط.

وأوضح التقرير أن هذه الوفرة ستحد من آثار تمدد رقعة الصراع في الشرق الأوسط على أسعار السلع الأولية، رغم أنها ستظل أعلى بواقع 30% تقريبًا مما كانت عليه في المتوسط خلال السنوات الخمس التي سبقت جائحة “كورونا”.

وأفاد التقرير أنه من المتوقع أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب بمعدل 1.2 مليون برميل يوميًا، وهي وفرة لم يتم تجاوزها سوى مرتين فقط من قبل؛ كانت إحداهما خلال الجائحة عام 2020، والأخرى عندما انهارت أسعار النفط عام 1998.

وبيّن البنك الدولة أن هذه الوفرة تعزى إلى استقرار الطلب على النفط منذ 2023 بسبب تباطؤ إنتاج الصين للسيارات الكهربائية والشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال، مع التوقعات بزيادة العديد من البلدان غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط أو حلفائها “أوبك+” إنتاجها من النفط.

وتوقع التقرير أن تشهد أسعار السلع العالمية انخفاضًا بواقع 10% تقريبًا بين عامي 2024 و2026.

كما توقع التقرير انخفاض أسعار الغذاء العالمية بنسبة 9% هذا العام و4% إضافية في عام 2025.

وأشار البنك الدولي أنه في حال الوصول إلى هذه النسب ستظل أسعار المواد الغذائية أعلى بنسبة 25% تقريبًا من متوسط مستوياتها من عام 2015 حتى عام 2019.

وذهب التقرير إلى أن أسعار الطاقة ستنخفض بنسبة 6% في عام 2025 و2% إضافية في عام 2026.

وسلط البنك الدولي الضوء على أن انخفاض أسعار الغذاء والطاقة سيساعد البنوك المركزية على تقويض التضخم؛ لافتًا أن تصاعد الصراعات المسلحة يمكن أن يؤدي إلى تعقيد هذه الجهود من خلال تعطيل إمدادات الطاقة ورفع أسعار الغذاء والطاقة.

وقال إندرميت غيل، رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي والنائب الأول لرئيسه: “يمكن أن يخلق هبوط أسعار السلع الأولية وتحسن ظروف العرض مانعًا مهمًا ضد الصدمات الجيوسياسية، ولكنها لن تكون مؤثرة في تخفيف المعاناة المترتبة على ارتفاع أسعار الغذاء في الاقتصادات النامية، حيث يبلغ معدل تضخمها في هذه البلدان ضعف معدله الطبيعي في الاقتصادات المتقدمة”.

وأضاف أن “ارتفاع الأسعار والصراع والظواهر الجوية الحادة وغيرها من الصدمات أدت إلى معاناة نحو 725 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2024”.

ومن المتوقع أن ينخفض متوسط السعر السنوي لخام برنت إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات عند 73 دولارًا في عام 2025، منخفضًا من 80 دولارًا للبرميل هذا العام.

المصادر:

البنك الدولي