أحداث جارية سياسة

إيران في موقف صعب بعد هجمة الاحتلال

إيران

أصبحت إيران في موقف صعب، إذ إن انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة أو بقائها عند مستوى زعزعة الاستقرار، أصبح مرهونًا بردها على الهجمة الإسرائيلية الأخيرة على طهران.

وتنحصر توقعات الرد في أن تقوم طهران بشن هجمة قوية تُقابل تلك التي شنها الاحتلال واستهدفت بعض المنشآت العسكرية، أو تقتصر الهجمات على شربات بعدة صواريخ باليستية في خطوة قامت بها إيران مرتين هذا العام.

ويرسم الرد العسكري نوعًا من القوة التي تريد إيران أن تُبديها لمواطنيها، وكذلك لوكلائها مثل حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

ولكن حتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة على أن القيادة الإيرانية ستتبع هذا المسار.

احتواء الهجمات

يرى المحللون أن إيران قد تتجه إلى احتواء الهجمات حاليًا، بما يسمح لها بعدم الرد بقوة على الاحتلال، خوفًا من تكشّف نقاط ضعفها أمام إسرائيل والتي قد تباغتها برد آخر أكثر قوة.

وتقول مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، سنام فاكيل، إن إيران ستحاول إظهار الضربات الأخيرة بأنها غير مؤثرة، وهو أمر عكس الواقع.

وأشارت فاكيل إلى أن إيران محاصرة بقيود عسكرية واقتصادية، بخلاف عدم اليقين الناتج عن الانتخابات الأمريكية والذي ينعكس على سياسة الولايات المتحدة.

ويمكن الاستدلال على ذلك بأن الرئيس الإيراني مسعود برزشكيان كان يُشير إلى رغبة بلاده في عقد اتفاق نووي جديد خلال الصراعات المشتعلة في الشرق الأوسط، وذلك بهدف تخفيف العقوبات الدولية على طهران.

وبحسب ما نشرته وكالة أسوشيتدبرس، فإن بيان إيران في أعقاب هجمة الاحتلال كان يفتح المجال لطهران للتراجع عن رد قوي يؤدي لمزيد من التصعيد.

وكان البيان أكد أن وقف إطلاق النار في غزة ولبنان أكثر أهمية من أي رد انتقامي ضد الاحتلال.

من ناحية أخرى، قال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وهو أعلى رأس في السلطة، الأحد الماضي إنه لابد من عدم المبالغة في قوة الهجمة أو التقليل من أهميتها.

وخلال تعليقه لم يتطرق خامنئي إلى أي رد عسكري محتمل على الفور من قبل إيران.

أهداف ضربات الاحتلال

أعلن جيش الاحتلال أن هجمته استهدفت بطاريات صواريخ للدفاع الجوي الإيراني، ومنشآت لإنتاج الصواريخ.

ويقول محللون إن هذه الضربات كشفت نقاط ضعف الجيش الإيراني، وبات من الممكن شن هجمات أخرى على الأراضي الإيرانية.

وبحسب تحليلات أجرتها وكالة أسوشيتدبرس لصور الأقمار الصناعية لمناطق الهجوم، فإن ضربات الاحتلال تسببت في أضرار بقاعدة بارشين العسكرية جنوب شرق طهران.

وأشارت إلى أن تلك المناطق المستهدفة تم ربطها في السباق ببرنامج الأسلحة النووية التي تطورها إيران، إلى جانب قاعدة أخرى مرتبط ببرنامج الصواريخ الباليستية.

هل ترد إيران على الاحتلال؟

يتوقع مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، أن إيران قد تتراجع عن أي رد حالي على الهجمات، لأن أي خطوة ستضر بحزب الله وستؤكد أن أسلحته باتت تقليدية وأصبح من السهل صدها كما حدث مرتين من قبل.

وأشار خبراء إقليميون إلى أن قائمة الأهداف الإسرائيلية المحدودة نسبيا تم تحديدها عمدا لتسهيل تراجع إيران عن التصعيد.

ويقول يوئيل جوزانسكي، الذي عمل سابقًا في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وهو الآن باحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن اختيار الاحتلال للأهداف العسكرية أعطى مجالًا لإيران لحفظ ماء وجهها إذا لم تختار الرد.

ولكن قد يكون الرد الإسرائيلي نابع من قدراتها، إذ كان من الصعب أن يستهدف الاحتلال المنشآت النووية بمفرده دون مساعدة الولايات المتحدة.

ولكن في نفس الوقت فإسرائيل لديها القوة التي تمكنها من شن هجمة مضادة على أهداف أكبر حال ردت إيران.

ويقول أستاذ جامعة أوتاوا المتخصص في شؤون إيران والشرق الأوسط، توماس جونو، على موقع، أن محاولات طهران للتقليل من أهمية الضربات ترجع إلى رغبتها في تجنب المزيد من التصعيد.

وأضاف أن رد إيران على الاحتلال يعني أنها تخاطر في التصعيد، ولكن في نفس الوقت فإن عدم ردها يُعطي إشارات على الضعف.

ولذلك يقول فاكيل أن رد إيران من المرجح أن يكون خافتًا وأن الضربات الإسرائيلية كانت مصممة لتقليل احتمالات التصعيد.
الضربة الإسرائيلية

المصدر: AP