تواجه الولايات المتحدة حاليًا خطرًا متزايدًا لانتشار البكتيريا المنقولة عبر الغذاء، بعد انتشار “الإشريكية القولونية” المرتبطة بوجبات ماكدونالدز.
كانت وجبات ماكدونالدز تسببت في إصابة 49 شخصًا بالبكتيريا الإشريكية القولونية في 10 ولايات أمريكية، بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة.
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنه تم فتح تحقيق في سبب تفشي المرض، والذي تأثرت به الولايات الغربية والغرب الأوسط بشكل أكبر وخصوصًا ولايتي كولورادو ونبراسكا.
وحتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة حول طبيعة المكون الذي تسبب في تفشي البكتيريا الإشريكية، ولكن المحققون ينظرون في شطائر اللحم البقري والبصل باعتبارهما المشتبه فيهما.
يأتي هذا التنبيه بعد تفشي عدوى الليستيريا بشكل كبير المرتبطة بسجق كبد البقر وغيره من اللحوم المعلبة، والتي أدت إلى دخول العشرات إلى المستشفى ووفاة 10 أشخاص على الأقل.
كيف تنتقل الأمراض عبر الغذاء؟
بحسب خبيرة الصحة في شبكة CNN الدكتورة لينا وين، والتي تعمل كطبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في الطب السريري في جامعة جورج واشنطن، فإن تلك الأمراض تنتقل عن طريق العديد من البكتيريا والفيروسات والطفيليات.
وتقول إن العدوى المنقولة عن طريق الغذاء الأكثر شيوعًا تحدث بسبب فيروس نوروفيروس، الذي يسبب حوالي نصف حالات تفشي الأمراض المرتبطة بالغذاء في الولايات المتحدة.
وتُشير وين إلى أن هذا الفيروس ينتقل بسرعة وسهولة من خلال الطعام والشراب، أو عن طريق استخدام أواني مستعملة من شخص مصاب ولامست الفم.
وأوضحت أن البكتيريا الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى الأمراض المنقولة بالطعام هي بكتيريا Campylobacter “كامبيلوباكتر”.
وتنتج تلك العدوى في الأغلب بسبب تناول الدواجن النيئة وغير المطبوخة جيدًا، كما هناك بكتيريا أخرى شائعة مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية والليستريا.
وتعيش الإشريكية القولونية في الأمعاء وهناك سلالة واحدة منها خطيرة لأنها تُنتج سمًا يتلف بطانة المعدة ويسبب إعياءً وإسهال شديد.
وبعض المصابين بها قد يصابون بمضاعفات تُعرف باسم متلازمة انحلال الدم اليوريمية والتي يمكن أن تؤدي إلى فشل الكلى وحتى الموت.
أما بالنسبة لليستيريا، فهي ترتبط عادة باللحوم المصنعة بشكل غير صحيح والحليب غير المبستر.
وكل الأشخاص معرضون للإصابة بالليستيريا، ولكنها قد تكون مؤثرة بشكل خطير على بعض الفئات مثل كبار السن والأطفال ومن لديهم ضعف في المناعة.
خطوات وقائية من الإصابة بالعدوى المنقولة عن طريق الغذاء
هناك فكرة مغلوطة بأن انتشار الأمراض المنقول عبر الغذاء ينتج فقط بسبب شراء الطعام من المطاعم أو المتاجر، ولكن الحقيقة أن بعض الحالات تحدث في المنزل.
وبما أن فيروس نوروفيروس هو الأكثر شيوعًا للعدوى المنقولة عبر الغذاء، فلابد من منحه الأولوية في كيفية الوقاية منه.
ويمكن تجنب هذا الفيروس وفق وين، عن طريق غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا، وتعقيمها بعد لمس أي سطح قبل تناول الطعام.
عند شعور الشخص بأي أعراض قد تدل على الإصابة بفيروس نوروفيروس، مثل القيء أو الغثيان أو الإسهال أو تقلصات المعدة، تجنب تحضير الطعام، وعدم الاقتراب من الآخرين في الأماكن العامة.
التأكد من طهي اللحوم والأسماك عند درجة حرارة مناسبة وهي 165 درجة فهرنهايت و74 درجة مئوية، للحوم الحمراء والبيضاء، و145 درجة فهرنهايت أو 63 درجة مئوية، للأسماك.
تجنب استخدام الأواني والأوعية التي سيتم طبخ الدجاج واللحوم النيئة إلا بعد غسلها جيدًا، للتخلص من البكتيريا الموجودة بها مثل السالمونيلا.
وقد يُصاب الشخص بالبكتيريا المنقولة عبر الغذاء بسبب عدم الخضروات والفواكه جيدًا، وأفضل طريقة لتنظيفها هي استخدام الماء الجاري بدون سائل تنظيف الأطباق أو مطهرات.
لا بد من معرفة أن الحد الأقصى لبقاء الطعام خارج الثلاجة هو ساعتان فقط، وساعة واحدة إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة، والابتعاد عن الحليب غير المبستر والمنتجات المكونة منه.
المصدر: CNN