اقتصاد

أكثر من دُوَل! كم تستهلك شركات التقنية من الطاقة؟

تسيطر شركات التقنية الكبرى على جوانب حياتنا اليومية من الهواتف الذكية إلى الخدمات السحابية، لكن وراء هذه الابتكارات البراقة، تشغل هذه الشركات مراكز بيانات عملاقة ومرافق إنتاج ضخمة، مما يجعل استهلاكها للطاقة غير مسبوق. تستهلك هذه الشركات طاقة توازي ما تستهلكه دول كاملة، ما يثير التساؤلات حول الاستدامة البيئية لهذه العمليات الضخمة.شر

شركة التقنية الأعلى استهلاكًا للطاقة

تأتي سامسونغ في مقدمة الشركات التي تستهلك طاقة ضخمة، حيث استهلكت قرابة 30,000 جيجاواط ساعي في عام 2023، وهو ما يعادل استهلاك دول صغيرة مثل إيرلندا. تتطلب مراكز البيانات ومرافق الإنتاج الكبيرة طاقة ضخمة، حيث بلغ فاتورة الكهرباء لسامسونغ حوالي 3 مليار دولار. ورغم التكلفة، تمكنت الشركة من تغطيتها في خمسة أيام ونصف من إيراداتها اليومية البالغة 535.7 مليون دولار.

قوقل: تشغيل التكنولوجيا الذكية باستهلاك عالٍ

تحتل قوقل المرتبة الثانية في استهلاك الطاقة، حيث استهلكت 25,307 جيجاواط ساعي عام 2023، ويقدر أن تكلفها هذه الطاقة 3.3 مليار دولار سنويًا. تتمثل مصادر استهلاك قوقل الرئيسية في مراكز البيانات، التي تتطلب وحدها تبريدًا كافيًا لمرافق ضخمة تعادل استهلاك المياه لري 41 ملعب غولف طوال العام. وتستطيع قوقل تغطية هذه الفاتورة في أربعة أيام فقط من إيراداتها اليومية التي تبلغ 842.2 مليون دولار.

تغطية تكاليف الطاقة بسرعة: أبل ونفيديا

أما الشركات التي يمكنها دفع تكاليف الكهرباء بشكل أسرع، فتأتي أبل في مقدمتها. استهلكت أبل 3,487 جيجاواط ساعي بتكلفة 456.8 مليون دولار فقط، والتي تغطيها في 10 ساعات و26 دقيقة من إيراداتها اليومية البالغة 1.1 مليار دولار. ونفيديا، التي سجلت استهلاكًا مرتفعًا للطاقة في عام 2024 بلغ 613 جيجاواط ساعي، استطاعت تغطية فاتورة الكهرباء البالغة 80.3 مليون دولار في نصف يوم من إيراداتها اليومية.

دول تستهلك أقل من شركات التقنية

أظهرت مقارنة مثيرة أن استهلاك الشركات التقنية يتخطى استهلاك دول كاملة. فمثلاً، استهلكت سامسونغ طاقة تكفي لتشغيل 2.8 مليون منزل أميركي، في حين يستهلك تي إس إم سي (الشركة التايوانية لصناعة أشباه الموصلات) 24,775 جيجاواط ساعي، متجاوزة استهلاك دول مثل أذربيجان. وبلغ استهلاك مايكروسوفت 23,568 جيجاواط ساعي، متجاوزًا استهلاك دول كالأردن وأيسلندا.

التحول نحو الطاقة المتجددة

في محاولة لتقليل تأثيرهم البيئي، تتوجه العديد من الشركات إلى شراء الطاقة المتجددة عبر اتفاقيات شراء طويلة الأجل. على سبيل المثال، تهدف هذه الاتفاقيات إلى تأمين مصادر طاقة نظيفة وتثبيت التكاليف على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن تحديات البنية التحتية والحاجة إلى كميات ضخمة من الطاقة.. لا تزال تطرح تساؤلات حول كفاية هذه الجهود.

استثمار الطاقة في التقنيات الناشئة

تشير التقديرات إلى أن استهلاك شركات التقنيو للطاقة.. يمكن استثماره في شحن السيارات الكهربائية أو دعم عمليات الذكاء الاصطناعي. حيث أن طاقة سامسونغ السنوية تكفي لشحن 413.8 مليون سيارة كهربائية بالكامل أو لدعم حوالي 10 تريليون عملية استعلام على ChatGPT، بينما يمكن لطاقة غوغل دعم 8.7 تريليون عملية.

في النهاية

تشير الأرقام الهائلة التي سردناها بالأعلىإلى ضرورة أن تبحث شركات التقنية العملاقة عن حلول لخفض استهلاكها للطاقة مع استمرار الابتكار. إن التوجه نحو الطاقة المتجددةقد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن الوصول إلى استدامة بيئية حقيقية يتطلب تغييرًا جذريًا في أسلوب إدارة هذه الشركات لمواردها ومرافقها.