في أحدث موجة من نظرية المؤامرة التي يسوقها ترامب، اتهم الرئيس الأمريكي السابق حزب العمال البريطاني الذي يترأسه كير ستارمر بالتدخل في الانتخابات.
واعتبر ترامب أن تدخل الحزب البريطاني في الانتخابات الأمريكية هو “تدخل أجنبي صارخ”.
وجاءت تلك الاتهامات في أعقاب سفر بعض المتطوعين البريطانيين إلى الولايات المتحدة للمساعدة في حملة نائبة الرئيس، كامالا هاريس.
وفي شكوته إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية في واشنطن، طالب ترامب بالتحقيق في ما وصفه بالمساهمات غير القانونية من حزب العمال لحملة المرشحة الديمقراطية.
ومن المعروف أن حزب العمال الذي ينتمي إلى يسار الوسط يدعم في الغالب الحزب الديمقراطي، فيما يدعم المحافظون والإصلاحيون من اليمين المعسكر الجمهوري الأمريكي.
كيف تؤثر الشكور على العلاقات بين ترامب وبريطانيا؟
ولكن ستارمر قال إن تلك الشكوى لن تؤثر على علاقة بلاده مع ترامب حال فوزه بالرئاسة، مؤكدًا أن متطوعي حزب العمال كانوا متطوعين في وقتهم الخاص.
ولكن هذه الشكوى قد يكون لها تأثير مختلف، إذ إن ترامب تربطه علاقة قوية بكلا من السياسي اليميني البريطاني، نايغل فاراج، ورئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، وكلاهما ينتقد ستارمر.
كان ترامب التقى في سبتمبر الماضي برئيس الوزراء البريطاني، سعيًا لتوطيد العلاقات قبل الانتخابات الأمريكية.
وبحسب ما نقلت رويترز عن مسؤولين بريطانيين، فإن بعض كبار مستشاري حزب العمال سافروا لمقابلة بعض الاستراتيجيين الديمقراطيين خلال الأشهر الأخيرة، بعد فوزهم في الانتخابات البريطانية العامة خلال يوليو الماضي.
من جانبه، شارك زعيم الإصلاح فاراج، السياسي اليميني الذي لعب دورًا فعالًا في تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، في حملة انتخابية في الولايات المتحدة لصالح ترامب هذا العام.
وحضرت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تروس، من حزب المحافظين، أيضًا مؤتمر الحزب الجمهوري ونددت بالرئيس جو بايدن ووصفته بالضعيف.
القواعد الأمريكية لتطوع الأجانب
تنص القوانين الأمريكية على أنه يمكن للأجانب التطوع في الحملات الانتخابية ولكن دون تقديم مساهمات مالية.
ولذلك فإن التأكد من حقيقة تدخل حزب العمال في الانتخابات الأمريكية مرهونة بما إذا كان قدم أي مساهمات مالية أم لا.
فرضت لجنة الانتخابات الفيدرالية في وقت سابق غرامة على حملة بيرني ساندرز بعد أن قام حزب العمال الأسترالي بتمويل الرحلات الجوية والطعام لمتطوعيه للسفر إلى الولايات المتحدة ودعم حملته.
وتضمنت الشكوى نسخة من منشور محذوف كان على موقع لينكد إن كتبته، صوفيا باتيل، رئيسة العمليات في حزب العمال البريطاني، جاء فيه إن نحو 100 موظف من حزب العمال سيسافرون إلى الولايات المتحدة للمساعدة في انتخاب هاريس.
ولدى الناشطين السياسيين البريطانيين تاريخ في محاولة المشاركة في السياسة الأمريكية.
وأبرز مثال على ذلك هو الحملة التي قادتها صحيفة الغارديان البريطانية ذات الميول اليسارية في عام 2004، لتدفع الناخبين الأمريكيين في مقاطعة كلارك نحو التصويت لصالح جورج بوش.
المصدر: رويترز