كشفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون أن كوريا الشمالية بدأت في الانخراط بشكل مباشر في الحرب مع روسيا، عبر مشاركة جنودها في الصراع، فما الذي سيترتب على ذلك؟ وما الذي سيستفيده البلد الآسيوي؟
مخاوف من توسع الصراع
أفاد أندريه كوفالينكو، عضو مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، في بداية شهر أكتوبر الجاري أن أفراداً من الجيش الكوري الشمالي يشرفون على الذخيرة المرسلة إلى روسيا في الأجزاء التي تحتلها روسيا من منطقة دونيتسك المتنازع عليها.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كوريا الشمالية هذا الأسبوع بالاستعداد لإرسال جنود لمساعدة موسكو في جهودها الحربية ضد أوكرانيا.
وحذرت كوريا الجنوبية من تورط بيونغ يانغ المتزايد في حرب الكرملين، وقالت هيئة الاستخبارات الوطنية في سيول يوم الجمعة إن كوريا الشمالية نشرت بالفعل 1500 جندي من القوات الخاصة في روسيا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيا، يوم السبت، إن إرسال كوريا الشمالية قوات لمساعدة حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ضد أوكرانيا سيمثل خطر تصعيد هائل.
وتابع سيبيا: “هذا تهديد ضخم بتصعيد العدوان الروسي ضد أوكرانيا، وهناك خطر كبير من أن يتجاوز هذا العدوان حجمه وحدوده الحالية”.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر صحفي مشترك مع سيبيا في كييف أن مثل هذا التطور “من شأنه أن يدفع الصراع إلى مرحلة جديدة من التصعيد”.
وقال بارو إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تشير أن موسكو تواجه صعوبات في الحرب.
وواصل: “لكنها ستكون خطيرة وستدفع الصراع إلى مرحلة جديدة، مرحلة تصعيدية إضافية”.
وينفي كل من الكرملين وبيونغ يانغ مشاركتهما في عمليات نقل عسكرية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يوم الجمعة إنه لا يستطيع “تأكيد التقارير التي تفيد بأن الكوريين الشماليين يشاركون الآن كجنود في المجهود الحربي”.
الفوائد التي ستجنيها كوريا الشمالية
قال أندريه لانكوف، أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة كوكمين في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، إنه “من المعقول تماما” أن يتم إرسال قوات كورية شمالية للمشاركة في حرب روسيا ضد أوكرانيا.
وأوضح “لانكوف”: “إنه من المنطقي أن يعزز بوتن الجيش الروسي بكوريا الشمالية لأن ذلك سيسمح له بتجنب حملة تعبئة أخرى في روسيا”.
وأضاف: “إذا نظرنا إلى الأمر من وجهة النظر الروسية، فإن بوتن يخوض حربًا تحظى بشعبية عامة في روسيا، ولكن بشرط واحد فقط وهو إبقاء غالبية السكان خارج القتال وعدم إزعاجهم بسبب الحرب”.
وقال: “إن عدد الرجال المستعدين للمخاطرة بحياتهم أصبح أقل وأقل، حتى في مقابل المزايا المالية السخية التي يوفرها الانضمام إلى الجيش”.
وبيّن أن استفادة كوريا الشمالية ستكون مالية في المقام الأول، قائلًا: “في الوقت الحالي، يحصل الجندي في الجيش الروسي على 2000 دولار شهريًا بالإضافة إلى مكافأة التوقيع التي قد تصل إلى 20 ألف دولار، وإذا حصلت كوريا الشمالية على نصف هذا الرقم مقابل كل جندي تقدمه، فإن بيونغ يانغ ستكون سعيدة للغاية”.
ولفت أن السبب الثاني وراء استعداد بيونغ يانغ لتقديم قوات هو عرض روسيا بدفع جزء من الفاتورة في هيئة تقنيات، وهو ما يشير إلى أن كوريا الشمالية قد توصلت إلى صفقة في هذا الصدد.
وقال لانكوف: “المال وحده لا يكفي، وسوف يتعين على بعض الأموال أن تأتي في هيئة التقنية المتقدمة التي تريدها كوريا الشمالية ولكنها لم تتمكن من الحصول عليها”.
وأشار لانكوف أن السبب الأخير وراء رغبة كوريا الشمالية في نشر قوات في الخطوط الأمامية في أوكرانيا هو المهارات والمعرفة التي ستوفرها في سيناريو واقعي.
وقال “إن هذا صراع حديث بين قوتين عسكريتين متقدمتين على مدى فترة طويلة من الزمن، ولم يشهد العالم صراعًا مثل هذا منذ ثمانين عامًا، وتريد كوريا الشمالية اكتساب الخبرة في خوض هذا النوع من الحروب”.
المصادر: