ألمح المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، إلى إمكانية استخدام الجيش للتعامل مع من وصفهم بـ “العدو من الداخل”، وهو ما أثار مخاوف قادة عسكريين حكموا تحت إمرته بشأن ما قد يطلبه من القوات المسلحة للولايات المتحدة.
“ترامب” يمثّل خطرًا على الجيش الأمريكي
قال رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، الجنرال مارك ميلي، لبوب وودوارد في كتابه الجديد “الحرب” إن الرئيس السابق “هو الشخص الأكثر خطورة على هذا البلد، فهو فاشي حتى النخاع”.
لطالما كان ترامب مفتونًا بالجيش منذ الطفولة، حيث كان يعشق جنرالات الحرب العالمية الثانية عندما كان مراهقًا.
وعلى الرغم من هذا الانبهار، فقد تجنب “ترامب” الخدمة في حرب فيتنام.
وعندما أصبح رئيسا، عيّن ترامب حكومته من كبار الجنرالات، فقد اختار جيمس ماتيس، وهو جنرال متقاعد لرئاسة البنتاغون، وكان رئيس أركانه جون كيلي جنرالًا متقاعدًا آخر، وكان اثنان من مستشاريه للأمن القومي مايكل فلين وهربرت ماكماستر.
وعلى الرغم من الصداقة الوثيقة التي تربط ترامب بالجيش، فإن كبار الجنرالات والأميرالات المتقاعدين لم يبادلوه نفس الحب، ويبدو أن البعض منهم يعتقد أن الرئيس السابق هو “العدو الداخلي” الحقيقي.
قبل أربع سنوات، أدلى “ماتيس” بتصريح لمجلة “ذا أتلانتيك” جاء فيه: “دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الشعب الأمريكي، ولا يتظاهر حتى بالمحاولة، بل إنه بدلاً من ذلك يحاول تقسيمنا”.
وعلى نحو مماثل، قال جون كيلي: “إن ترامب شخص لا يحمل سوى الازدراء لمؤسساتنا الديمقراطية ودستورنا وسيادة القانون”.
وفي كتاب “ماكماستر” “في حرب مع أنفسنا”، وهو مذكرات عن فترة عمله في البيت الأبيض في عهد ترامب، كتب أنه في أعقاب هزيمة ترامب الانتخابية عام 2020، فإن “غرور ترامب وحبه لذاته دفعاه إلى التخلي عن قسمه بدعم الدستور والدفاع عنه”.
وقبل ثلاثة أسابيع، كتب الجنرال ستانلي ماكريستال، أحد قادة العمليات الخاصة المشتركة، مقال رأي في صحيفة “نيويورك تايمز” يقول فيه إنه سيصوت لصالح نائبة الرئيس كامالا هاريس بسبب “شخصيتها”.
ولم يذكر “ماكريستال” في مقاله تقييمًا لترامب، رغم أنه قال في الماضي إنه “غير أخلاقي وغير أمين”.
وقال المسؤول عن عملية اغتيال أسامة بن لادن، الأدميرال بيل ماكرافين، في عام 2020 عن “ترامب”: “عندما تكون الأنا الرئاسية والحفاظ على الذات أكثر أهمية من الأمن القومي فلن يتبقى شيء لوقف انتصار الشر”.
وفي أوائل يونيو 2020، كتب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الأدميرال مايك مولن في مجلة “ذا أتلانتيك” أنه “شعر بالاشمئزاز” لرؤية المتظاهرين السلميين الذين كانوا يحتجون على مقتل جورج فلويد مؤخرًا على يد الشرطة يتم إبعادهم “بالقوة والعنف” من محيط البيت الأبيض.
المصادر: