أعمال

أعلى التخصصات الجامعية عائدًا ماديًا.. كيف تحدد تخصصك؟

تشكل آفاق الوظائف والرواتب مدى الحياة حافزًا قويًا للطلاب عند اختيار تخصصاتهم الجامعية. ومع ذلك، ليس كل تخصص جامعي يضمن عائدًا ماليًا أفضل مقارنة بدخول سوق العمل بعد المدرسة الثانوية. بعض التخصصات قد تنتهي بتكاليف تفوق المنافع المالية على المدى الطويل. في هذا المقال نستعرض متوسط العائد على الاستثمار (ROI) في بعض التخصصات في الولايات المتحدة بناءً على بيانات وزارة التعليم الأمريكية ومكتب إحصاءات العمل.

التخصصات الأكثر ربحية

تشير البيانات إلى أن تخصصات الهندسة وعلوم الحاسوب والرياضيات تعد الأكثر قيمة من حيث العائد على الاستثمار. خريجو تخصص الهندسة، على سبيل المثال، يحققون متوسط عائد على الاستثمار يبلغ حوالي 570,616 دولار على مدى حياتهم العملية. يليه تخصص علوم الحاسوب والمعلومات، حيث يحقق خريجوه متوسط عائد يبلغ حوالي 477,229 دولار. أما خريجو تخصص الرياضيات فيحصلون على عائد يصل إلى 340,875 دولار. هذه الأرقام تؤكد أن التخصصات التقنية والعلمية تقدم أفضل عائد مالي مقارنة بالبدء في سوق العمل مباشرة بعد المدرسة الثانوية.

التخصصات ذات العائد الأعلى

عند النظر إلى مختلف التخصصات الجامعية، نجد أن خريجي الهندسة يحصلون على أعلى عائد، بينما تليهم تخصصات علوم الحاسوب والمعلومات والرياضيات. أما الفنيين في مجالات الهندسة، فيحققون متوسط عائد يبلغ حوالي 311,141 دولار. تخصص الأعمال يأتي بعد ذلك، حيث يحصل خريجوه على متوسط عائد يبلغ حوالي 205,191 دولار.

أين الهندسة من المعادلة؟

التخصصات الهندسية المعمارية تقدم أيضًا عائدًا جيدًا على الاستثمار، حيث يحصل خريجوها على حوالي 196,711 دولار، في حين أن خريجي التمريض والمهن الصحية يتمتعون بمتوسط عائد قدره 194,756 دولار. تخصصات الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا توفر أيضًا عائدًا جيدًا، حيث يحصل الخريجون على حوالي 168,822 دولار على مدى حياتهم العملية.

أفضل البرامج الجامعية

على مستوى البرامج الجامعية، تبرز برامج علوم الحاسوب بجامعة هارفارد كأعلى البرامج تحقيقًا للعائد على الاستثمار، حيث يمكن لخريجيها أن يحققوا عائدًا يصل إلى 4 ملايين دولار خلال حياتهم المهنية. يتراوح متوسط دخل خريجي هذا البرنامج حوالي 256,539 دولار سنويًا، بينما تصل ديونهم بعد التخرج إلى 14,000 دولار فقط، مما يجعل العائد النهائي إيجابيًا بشكل كبير.

التخصصات ذات العائد الأقل

على الجانب الآخر، هناك تخصصات تسجل عائدًا ماليًا أقل بكثير، بل قد تكون سلبية في بعض الأحيان. من بين هذه التخصصات، تأتي برامج اللغة الإنجليزية التي سجلت عائدًا سلبيًا يقدر بحوالي 39,000 دولار. إضافةً إلى ذلك، شهدت هذه التخصصات انخفاضًا في عدد الخريجين بنسبة 32% خلال السنوات العشر الماضية. هذه الإحصائيات تشير إلى أن التخصصات الإنسانية مثل الفنون البصرية والأدائية واللاهوت قد لا تقدم نفس العوائد المالية العالية التي تحققها التخصصات العلمية والتقنية.

في النهاية

بناءً على البيانات المتاحة، يتضح أن التخصصات العلمية والتقنية تقدم العائد الأعلى على الاستثمار وتوفر فرصًا مالية أكبر على المدى الطويل. ولكن، عند اختيار التخصص، يجب ألا يكون العامل المالي هو المحدد الوحيد، بل يجب أيضًا أن يؤخذ في الاعتبار الاهتمامات الشخصية والشغف.