أحداث جارية سياسة

هل الخلاف بين ماكرون ونتنياهو يفتح الباب للاعتراف الفرنسي بفلسطين؟

تصاعد التوتر بين فرنسا والاحتلال.. نتنياهو وماكرون يتبادلان الانتقادات

تسيطر حالة من التوتر على العلاقات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال الأيام الأخيرة.

وفي أحدث حلقة من هذه التوترات، قرر الرئيس الفرنسي منع شركات الاحتلال من المشاركة في معرض للأسلحة البحرية.

ووصف وزير دفاع الاحتلال، يوآف غالانت، الأربعاء، السلوك الفرنسي بأنه “عار”، متهمًا فرنسا باتباع سياسة معادية للشعب اليهودي.

وكتب غالانت على موقعه عبر منصة “إكس” أن تصرفات ماكرون لا تليق يقيم العالم الحر التي يدعي ماكرون أنه يعتنقها.

وقال إن فرنسا تبنت سياسة عداء تجاه الشعب اليهودي من قبل ولا تزال، مؤكدًا أنهم سيستمرون في الدفاع عن أمتهم المزعومة ضد الأعداء في كل الجبهات.

كان المسؤولون الفرنسيون أكدوا أكثر من مرة أن فرنسا ملتزمة بالدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي، وكانت آخر مساعدة مقدمة خلال الهجمات الإيرانية الأخيرة على تل أبيب.

اعتراف فرنسي محتمل بفلسطين!

تقول الكاتبة والباحثة السياسية، مايا خضرة، إن الرئيس الفرنسي لطالما حاول أن يخرج عن الهيمنة الأمريكية.

واستشهدت خلال حديثها عبر برنامج “هنا الرياض” على فضائية الإخبارية، بالسجال الذي حدث بين ماكرون وترامب في عام 2018، وكذلك مؤخرًا بعد الحرب الأوكرانية كان هناك سجالًا بين ماكرون وبايدن حول الضرائب الأمريكية التي فُرضت على المنتجات الفرنسية.

وأضافت: “بالفعل هناك اختلافًا بين فرنسا والولايات المتحدة على صعيد السياسة الخارجية، خصوصًا فيما يخص الشرق الأوسط والعلاقة مع إيران، ولكن فرنسا تريد أن تتبع دول أوروبية أخرى بمواقفها”.

وتابعت خضرة: “هناك دول أوروبية اعترفت بحق فلسطين بالحصول على دولتها، وفرنسا لا زالت متراجعة على هذا الصعيد، وهذه التصريحات ربما تمهد الطريق لاعتراف فرنسا بدولة فلسطين على غرار إسبانيا وإيرلندا”.

ولكن ما أسباب الخلاف بين ماكرون ونتنياهو؟

تقول الخضرة: “الجانب الفرنسي رجع نوع ما للموقف التقليدي لوزارة الخارجية الفرنسية، إذ كانت دائمًا من أكبر الداعمين لحل الدولتين”.

وأضافت: “وكانت تتميز بسياستها العربية في الشرق الأوسط، المبنية على رؤية تأخذ بعين الاعتبار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والوصول إلى تأسيس دولة معترف بها دوليًا”.

وتابعت الخضرة: “فرنسا رجعت لهذا الموقف، ولكن في الظرف الحالي بالحرب على غزة، كان هناك اتصالًا هاتفيًا نوعًا ما متوتر بين ماكرون ونتنياهو الذي امتعض من تصريحات الجانب الفرنسي”.

وأشارت إلى أن التصريح الذي تسبب في توتر الأجواء بين الطرف هو منع المساعدات العسكرية الفرنسية عن إسرائيل، موضحة أن الأمر كان غريب لأن فرنسا لا تمد الاحتلال أساسًا بأسلحة هجومية في حربه على غزة.

واستكملت: “كان هناك تصريحًا آخر وهو ما أدى إلى التوتر الأكبر، حينما تم تسريب جملة لفظها الرئيس ماكرون في مجلس الوزراء خلال اجتماع مغلق، عندما قال إنه على إسرائيل أن تحترم القرارات الدولية الخاصة بحماية قوات اليونيفيل”.

واختتمت: “وخصوصًا عندما قال إن إسرائيل أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة، ولذلك عليها احترام المؤسسة الأممية”.

المصدر: الإخبارية