بدأ إيلون ماسك مسيرته السياسية بدعم محدود للمرشحين من كلا الحزبين، لكنه تحول في السنوات الأخيرة إلى أحد أبرز داعمي الرئيس السابق دونالد ترامب. بعد أن كان يتجنب السياسة، أصبح ماسك الآن مؤثرًا سياسيًا قويًا يستخدم ثروته الكبيرة لدعم الجمهوريين في الانتخابات الأمريكية.. فما الأسباب التي قد تدفع إيلون ماسك إلى الزج بنفسه في معتركات السياسة؟
تحول ماسك إلى السياسة ودعمه لترامب
حتى قبل عامين، كان ماسك يتجنب الظهور العلني في السياسة، لكنه اليوم يمول حملات انتخابية بأموال ضخمة. على سبيل المثال في الأشهر الأخيرة، تبرع ماسك بـ75 مليون دولار لصالح لجنة العمل السياسي “أمريكا PAC”، والتي تدعم ترامب والجمهوريين في معارك انتخابية ضارية، ومن ناحية أخرى يركز ماسك على دعم الجمهوريين في السباقات التشريعية في كاليفورنيا وغيرها من الولايات.
دوافع ماسك وتأثيرها على شركاته
يعتقد الكثير من الخبراء والمتابعين أن ماسك يسعى من خلال دعمه للجمهوريين إلى حماية مصالح شركاته، مثل سبيس إكس وتسلا. فهذه الشركات تواجه دعاوى قضائية وتحقيقات من وزارة العدل الأمريكية، ومن المحتمل أن ماسك يعلق آماله على تأثير ترامب لإيقاف هذه القضايا. هكذا يطمح ماسك إلى تخفيف القيود التنظيمية، لذلك فإنه يجد في إدارة ترامب الحليف المثالي لذلك.
استخدام ماسك لنفوذه على وسائل التواصل الاجتماعي
يتابع ماسك عن كثب قضايا تثيرها الأوساط اليمينية، مثل الهجرة غير الشرعية والسياسات الاجتماعية “الاستيقاظية”. وقد كرر ماسك مزاعم تتعلق بالهجرة والنظام الانتخابي، بالرغم من دحضها من قِبل مصادر عديدة. بناء على هذا فإن ماسك يسعى إلى استمالة المتابعين عبر استخدام منصة X لنشر آرائه ودعمه الصريح لترامب.
تأثير ماسك على السباقات التشريعية المحلية
أمريكا PAC التي يمولها ماسك يمكن اعتبارها ثاني أكبر مصدر للتمويل الخارجي في انتخابات كاليفورنيا، حيث تنفق على دعم النواب الجمهوريين كين كالفرت ومشيل ستيل على سبيل المثال. من خلال هذه الاستثمارات، يعزز ماسك نفوذه السياسي ويضمن استمرار مصالح شركاته في الولاية.
ماسك ودوره في الحملة الانتخابية لترامب
في لقاء مباشر على X، أثنى ترامب على ماسك ووصفه بالـ “الأعظم في تقليص التكاليف”. يعكس هذا الدعم المشترك تحالفًا قويًا، حيث يظهر ماسك بشكل علني في مسيرات دعم ترامب ويحث الجماهير على التصويت. لذلك يسعى ماسك لأن يكون جزءًا من إدارة ترامب القادمة، مع احتمال منحه دورًا قياديًا.
في النهاية
أصبح إيلون ماسك شخصية مؤثرة في السياسة الأمريكية، مستغلاً ثروته ونفوذه لدعم ترامب والجمهوريين. إذ تحول تحول موقف ماسك من حياد سياسي إلى حليف قوي لترامب، ويبدو أن طموحاته تتجاوز تعزيز أعماله إلى التأثير على السياسة الأمريكية بأكملها.