أعلنت وزارة الخارجية الكندية، أمس الإثنين، طرد 6 دبلوماسيين ومسؤولين في قنصلية الهند، على خلفية التحقيق في مقتل زعيم انفصالي للسيخ في محافظة “كولومبيا البريطانية” العام الماضي.
وكانت الهند قامت بخطوة مماثلة، إذ طردت 6 دبلوماسيين كنديين، من بينهم القائم بأعمال المفوض السامي، كما ادعت أنها سحبت مبعوثها من كندا ولم يتم طرده.
لماذا اتخذ البلدان تلك الخطوات؟
تشهد العلاقة الدبلوماسية بين البلدين العضوين في “الكومنولث” توترات منذ العام الماضي، حينما أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أن لديه أدلة تربط عملاء هنود باغتيال زعيم انفصالي في بلاده.
من جانبها، قالت الشرطة الكندية إنها تمتلك معلومات تدين عملاء الحكومة الهندية بارتكاب أنشطة إجرامية تستهدف أعضاء الجالية الجنوب آسيوية في كندا.
وقال ترودو إن الأنشطة التي نفذها عملاء للهند في كندا تشمل تقنيات سرية لجمع المعلومات، واستهداف الكنديين من أصل هندي، والمشاركة في أعمال تهديدية وعنيفة.
واعتبر ترودو أن الهند ارتكبت خطأ جوهريًا، فيما قالت الهند إن كندا تتبع أجندة سياسية.
وأكدت وزارة الخارجية الكندية، أن قرارها بطرد الدبلوماسيين الهنود جاء بعد تأكدها من تورطهم في قضية نيجار.
فيما قالت الهند إن سحب دبلوماسييها جاء بسبب عدم ضمانها لسلامتهم على أرض كندا.
تسلسل الأحداث
كان هاريب سينغ نيجار -45 عامًا – وهو مواطن كندي من أصل سيخي، يناضل من أجل الحصول على وطن مستقل للسيخ من الهند.
وقُتل نيجار في 18 يونيو 2023، بالرصاص خلال تواجده خارج معبد للسيخ في ساري إحدى ضواحي فانكوفر التي يسكنها عدد كبير من السيخ.
وفي 1 سبتمبر 2023، قال مسؤول تجاري كندي إن بلاده أوقفت المحادثات مع الهند بشأن اتفاقية تجارية مقترحة، في خطوة غير متوقعة.
وفي بعد أيام قليلة من تلك الخطوة، أبلغ رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، مخاوفه لرئيس الوزراء الكندي بشأن تحركات الانفصاليين السيخ الاحتجاجية في كندا.
وفي 18 سبتمبر، قال ترودو إن الحكومة الكندية تسعى للحصول على مزيد من الأدلة تربط عملاء الحكومة الهندية بمقتل نيجار.
وفي اليوم الثاني، ردت الهند على مزاعم ترودو قائلة إنها “سخيفة” وقامت الدولتان بعملية طرد لدبلوماسي واحد تابعًا للطرف الآخر، إذ طردت كندا أعلى ضابط استخبارات هندي في البلاد بينما طردت الهند نظيره الكندي.
وفي نفس الشهر، منعن الهند إصدار التأشيرات للكنديين، وطلبت من أوتاوا تقليص وجودها الدبلوماسي في الهند، ولكنها عادت لاستئناف إصدار التأشيرات بعد شهرين.
وفي منتصف أكتوبر 2023، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، إن كندا سحبت 41 دبلوماسيا من الهند وسط نزاع بشأن مقتل نجار.
وبحلول نهاية أكتوبر، شهدت كولومبيا البريطانية احتجاجات واسعة تضم عشرات الآلاف من السيخ، وتوجهوا إلى دار عبادتهم الذي قُتل فيه نيجار، وذلك من أجل التصويت على استفتاء غير رسمي لإنشاء دولتهم المستقلة.
وفي 21 نوفمبر 2023، رفعت وكالة مكافحة الإرهاب الهندية قضية ضد جورباتوانت سينغ بانون، الانفصالي السيخي، قائلة إنه هدد ركاب الخطوط الجوية الهندية في رسالة فيدية بأن حياتهم في خطر.
وفي 30 أبريل الماضي، قالت تقرير للبيت الأبيض إن المعلومات المتعلقة بتورط ضابط في جهاز المخابرات الهندي في مقتل نيجار هو أمر خطير.
وفي مايو 2024، وجهت الشرطة الكندية اتهامات لثلاثة أشخاص على صلة بقتل نجار، بحسب مصدر مطلع بشكل مباشر على الأمر.
وفي 27 أغسطس 2024 حذرت الشرطة الكندية جورباتوانت سينغ بانون، أحد مساعدي نجار، من وجود تهديد متزايد لحياته، بحسب ما قاله انفصالي سيخي بارز.
رأب الصدع
خلال أكتوبر من عام 2023، سحبت كندا أكثر من 40 دبلوماسيا من الهند، بعد أن طلبت نيودلهي من أوتاوا تقليص وجودها الدبلوماسي.
وكندا تُعتبر أكبر موطن للمواطنين السيخ خارج ولايتهم الأصلية البنجاب، وتسببت الاحتجاجات في السنوات الأخيرة في إثارة حفيظة الهند.
حثت المعارضة الهندية رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، على محاولة رأب الصدع في العلاقات بين الهند وكندا، في أعقاب خطوة طرد الدبلوماسيين.
وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر المعارض، جايرام راميش، إن الحزب يتوقع من مودي أن يثق في زعماء الأحزاب السياسية الأخرى بشأن “القضية الحساسة للغاية والدقيقة المتمثلة في تدهور العلاقات الهندية الكندية.
المصدر: رويترز