تتابع الصين الانتخابات الأمريكية باهتمام شديد، حيث يشعر الكثيرون بالقلق مما قد يحدث في الداخل والخارج، بغض النظر عن الفائز في البيت الأبيض. هذا القلق يأتي وسط تصاعد التوترات بين البلدين.. حول مواضيع مثل تايوان والتجارة والشؤون الدولية.
قلق متزايد بين المواطنين الصينيين
في حديقة ريتان ببكين، يجتمع العديد من المواطنين الصينيين كبار السن لممارسة الرقص، ويتحدثون عن مخاوفهم بشأن الانتخابات الأمريكية. يقول السيد شيانغ، في الستينيات من عمره، إنه يشعر بالقلق من تزايد التوتر بين الصين والولايات المتحدة، مؤكدًا أن السلام هو ما يسعى إليه الجميع. ويرى الحاضرون أن مخاطر الحرب.. لا تقتصر على الصراع بين واشنطن وبكين، بل تشمل كذلك الحروب الدائرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ترامب مقابل هاريس: آراء متباينة حول المرشحين
يشعر بعض المواطنين بأن دونالد ترامب قد يكون الخيار الأفضل رغم العقوبات الاقتصادية التي يفرضها على الصين. يقول السيد مينغ، وهو في السبعينيات من عمره، إنه يفضل ترامب لأنه لا يسعى للحرب، بينما يعتقد أن بايدن يدعم الحروب مثلما فعل في أوكرانيا. فيما يعتبر آخرون أن كامالا هاريس قد تكون أكثر استقرارًا في التعامل مع الملفات الحساسة مثل تايوان.
تايوان والتوترات الإقليمية
يخشى البعض من أن تؤدي التوترات بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان إلى نزاع مسلح. يعبر أب لطفل صغير عن قلقه من احتمالية دخول ابنه الجيش في حال اندلاع حرب. تعتبر الصين جزيرة تايوان جزءًا من أراضيها، وقد صرح الرئيس شي جين بينغ بأن “إعادة التوحيد أمر حتمي”، حتى باستخدام القوة إذا لزم الأمر.
العلاقات الاقتصادية والتجارية
من جانب آخر، يشعر الكثير من المواطنين في الصين بالقلق من نية ترامب.. فرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على البضائع الصينية. هذا القرار يراه الكثيرون ضارًا بالاقتصاد الأمريكي قبل الصيني، حيث سيؤدي إلى زيادة الأسعار على المستهلكين الأمريكيين. ومع تصاعد العقوبات من كلا الجانبين، تتصاعد المخاوف من تأثيرها على العلاقات التجارية بين البلدين.
التطلع للمستقبل: الشباب وآمالهم
ورغم هذه المخاوف، لا يزال الشباب الصيني يتطلعون إلى المستقبل بأمل. لوسي، وهي طالبة تبلغ من العمر 17 عامًا، تأمل في زيارة الولايات المتحدة للدراسة هناك. تشعر بالسعادة لرؤية امرأة كمرشحة للرئاسة، وترى أن ذلك يمثل خطوة هامة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين.
خاتمة: الأمل في تحسين العلاقات
يبقى التوتر بين الصين والولايات المتحدة قائمًا، لكن الأمل يظل حاضرًا في نفوس العديد من المواطنين الذين يرغبون في تحسين العلاقات بين البلدين من خلال تعزيز التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل. وبينما تعزف الموسيقى في حديقة ريتان، يدعو المواطنون الأمريكيين لزيارة الصين والتعرف على ثقافتها، مؤكدين أن الشعب الصيني مرحب رغم طبيعته المتحفظة أحيانًا.