أحداث جارية سياسة

هاريس تصعّد هجومها ضد ترامب بأوصاف تشكك في عقله

مع بقاء ثلاثة أسابيع فقط حتى يوم الانتخابات، تصعّد نائبة الرئيس كامالا هاريس هجومها على دونالد ترامب في محاولة لتهدئة مخاوف الديمقراطيين بشأن زخم حملتها الانتخابية. خلال تجمع حديث في ولاية بنسلفانيا، وصفت هاريس الرئيس السابق بأنه “غير مستقر” و”غير متزن” ويسعى وراء “السلطة غير المحدودة”. تأتي تصريحاتها النارية في ظل قلق متزايد بين الديمقراطيين من احتمالية فوز ترامب بولاية ثانية.

الخطاب الاستبدادي لترامب تحت المجهر

حذرت هاريس الجمهور من ميول ترامب الاستبدادية، مشددة على تعليقاته الأخيرة حول استخدام القوة العسكرية ضد المعارضين الداخليين. وقالت: “شاهدوا تجمعاته. استمعوا لكلماته. هو يخبرنا من هو”، مطالبة الناخبين بأخذ خطاب ترامب على محمل الجد. من جانبه.. ذهب تيم والز، المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس.. إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن تعليقات ترامب حول استخدام الجيش ضد الأمريكيين قد ترقى إلى الخيانة.

بالإضافة إلى تحدي قدرة ترامب على تولي المنصب، أطلقت هاريس مبادرة لاستهداف الناخبين من الرجال السود، في محاولة لمواجهة تقدم ترامب داخل هذه الفئة الديمغرافية. كما أعلنت عن حملة إعلانية كبيرة في أريزونا تهدف إلى إقناع الجمهوريين بالانضمام إلى صفوف الديمقراطيين.

معركة حاسمة في بنسلفانيا

خلال تجمع في مدينة إيري، بنسلفانيا، سعت هاريس إلى طمأنة المؤيدين بوعدها بتحقيق النصر في الانتخابات المقبلة. أشعلت الحماس في الجمهور بتكرار قولها: “سنفوز، سنفوز”، وهو رسالة تهدف لمواجهة القلق بشأن تباطؤ زخمها منذ توليها المهمة من الرئيس بايدن في يوليو. مقاطعة إيري، حيث نظمت هاريس تجمعها، تعد ساحة معركة رئيسية تعكس الصراع الوطني الأوسع بين هاريس وترامب. فاز ترامب بالمقاطعة في عام 2016، بينما حملها بايدن بفارق ضئيل في عام 2020.

حملات الثنائي في مرمى الأصوات

هذا الأسبوع، قامت هاريس وترامب بحملات في أجزاء مختلفة من بنسلفانيا، حيث تعتبر أصوات الولاية الـ 19 حاسمة لأي من المرشحين للوصول إلى النصر. ظهر ترامب في حدث قرب فيلادلفيا، مشددًا على القضايا الاقتصادية مثل الإسكان وتكلفة المعيشة – وهي موضوعات يعتقد فريق حملته أنها ستلقى صدى لدى الناخبين المترددين.

حملات تستهدف جماهير متنوعة

يبذل المرشحان جهودًا للوصول إلى جماهير غير تقليدية. أعلنت هاريس عن مبادرات جديدة لزيادة الوصول إلى التمويل للأعمال والرعاية الصحية للرجال السود، بينما ظهر ترامب في البودكاست الشهير “Full Send” وألمح إلى الانضمام إلى بودكاست جو روجان – وهي خطوات تهدف للوصول إلى الناخبين الشباب الأقل نشاطًا سياسيًا.

هاريس تسلط الضوء على تهديدات الديمقراطية

في خطابها في إيري، عرضت هاريس مقطعًا من تصريحات ترامب حول إمكانية استخدام الحرس الوطني.. ضد ما وصفه بـ”العدو الداخلي”. حذرت هاريس من أن خطاب ترامب يكشف عن نواياه الحقيقية: “إنه يعتبر أي شخص لا يدعمه أو لا يخضع لإرادته عدوًا لبلدنا”، واصفةً ترامب بأنه “غير مستقر وغير متزن” بشكل متزايد.

وفي الوقت نفسه، عبّر زميلها في الحملة، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، عن قلقه من تصريحات ترامب، ووصفه بأنه “فاشي”، مستشهدًا بكلام رئيس الأركان السابق مارك ميلي في كتاب بوب وودورد “الحرب”.

الدفع نحو الشفافية

استهدفت هاريس أيضًا رفض ترامب المشاركة في مناظرة ثانية بعد أدائها القوي في المواجهة الأولى بينهما في سبتمبر. وألمحت إلى أن عدم استعداد ترامب للإفصاح عن سجلاته الطبية قد يشير إلى وجود شيء يخفيه. خلال مقابلة على قناة MSNBC، أثار دوج إمهوف، زوج نائبة الرئيس، تساؤلات حول لياقة ترامب، مشيرًا إلى أنه كان “من الواضح من النظر إليه” أن حالته العقلية والبدنية في تدهور.

في النهاية

مع دخول الانتخابات مرحلتها النهائية، تصبح أفعال هاريس حاسمة. فهي مكلفة بتنشيط الناخبين الديمقراطيين، وإقناع الناخبين المترددين، ومكافحة جاذبية ترامب لدى بعض الفئات. في هذه الانتخابات ذات المخاطر العالية، يتنقل كل من هاريس وترامب في مشهد سياسي منقسم، حيث يحاول كل منهما تصوير الآخر على أنه غير لائق للمنصب، بينما يحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين.