تواجه أنظمة الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية ضغوطًا متزايدة في ظل الهجمات المتكررة من الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله.
وأسفر آخر تلك الهجمات، أمس الأحد، على قاعدة عسكرية في قلب الأراضي المحتلة بالقرب من منطقة بنيامينا، عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 67 آخرين.
وجاءت تلك الهجمة بعد أخرى شنتها الجماعة اللبنانية يوم الجمعة الماضية على دار مسنين وسط الأراضي المحتلة، التي تسببت في أضرار بالمباني المجاورة.
حرب الطائرات بدون طيار
وتزايد استخدام الطائرات بدون طيار من قبل حزب الله ووكلاء إيران في المنطقة، منذ الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، حينما انخرطت تلك الجماعات في الصراع دفاعًا عن أهل فلسطين.
ويقول العميد (المتقاعد) زفيكا هايموفيتش، قائد قيادة الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيلي من عام 2015 إلى عام 2018، إن هذه هي حرب الطائرات بدون طيار الأولى في العالم.
وأضاف أن تلك الحرب وضعت أمام إسرائيل تحديات معقدة يجب عليها دراسة كيفية التعامل معها.
وبحسب إحصاءات معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، فإن إيران أطلقت منذ بداية الحرب 170 طائرة بدون طيار، وأطلقت جماعة الحوثيين 180 طائرة، و150 طائرة من قبل الميليشيات الشيعية في العراق.
وتمكنت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي من اعتراض أغلب تلك الطائرات بدون طيار قبل أن تخترق المجال الجوي للاحتلال.
وتُشير التقديرات إلى أن حزب الله أطلق عددًا أكبر من الطائرات، على الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة من قبل جيش الاحتلال.
ولكن وفقًا لمركز ألما للأبحاث والتعليم، المتخصص في دراسات الإرهاب، فقد وقعت 556 حادثة شملت طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله تستهدف إسرائيل، وشارك فيها ما لا يقل عن 1500 طائرة بدون طيار.
وعلى الجانب الآخر، يستخدم الاحتلال أيضًا الطائرات بدون طيار في شن هجمات في مناطق مختلفة.
ويتم الاعتماد بشكل كبير على الطائرات بدون طيار في الحرب الحالية بسبب أنها رخيصة التصنيع وسهلة التشغيل، وفق دكتور يهوشوا كاليسكي، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي.
الاعتراض هو التحدي الرئيسي
يقول الخبراء أن التحدي الأكبر أمام إسرائيل هو اعتراض تلك الطائرات وليس اكتشافها أو التقاطها في المجال الجوي.
ولدى حزب الله ميزة محورية وهي جغرافية لبنان وتضاريسه التي تقع على بعد كيلومترات قليلة من الأراضي المحتلة.
ويتعامل الاحتلال مع تلك التهديدات من خلال أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به كالقبة الحديدة ومقلاع داوود وغيره.
ولكن بسبب الجغرافيا، تكتشف تلك الأنظمة التهديدات في وقت تكون قد دخلت فيه بالفعل للأراضي المحتلة، ولذلك يتسبب اعتراضها في خسائر وأضرار لإسرائيل.
وفي المستقبل، تنوي إسرائيل استخدام نظام دفاع صاروخي متطور يعمل بأشعة الليزر وهو نظام “الشعاع الحديدي”، والذي تزعم أنه يعترض الطائرات بسرعة وفعالية ودقة عالية.
لماذا لا يستعين الاحتلال بخبرة أوكرانيا؟
على مدار ما يزيد عن عامين، تتعامل كلا من روسيا وأوكرانيا مع تهديدات مماثلة من الطائرات بدون طيار، في ظل الهجمات المتبادلة بينهما خلال الحرب.
وبشكل عام فاستخدام طائرات بدون طيار ليس أمر جديد، إذ يتم استخدامه منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكن تزايد الاعتماد على تلك التقنيات في الحرب الروسية – الأوكرانية.
وخلال الحرب، سعت أوكرانيا لتعزيز قدرتها الدفاعية ضد الطائرات بدون طيار، من خلال استخدام الحرب الإلكترونية وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف وأساليب أخرى.
وبحسب كاليسكي يعتمد الأوكران على طائرات بطيئة تعمل بالمكابس لاعتراض الطائرات بدون طيار.
ومن أجل التغلب على بصمتها الرادارية المنخفضة، يستخدمون مكبرات صوت بسيطة وتطبيقات خلوية للتعرف على صوت الطائرة بدون طيار من مسافة بعيدة.
ولكن بالمقارنة فمساحة أوكرانيا أكبر بأضعاف من مساحة الأراضي المحتلة من إسرائيل، وهو ما لا يعطي إسرائيل أي فرصة للخطأ، وبالتالي يزيد من الضغط عليها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أوكرانيا اقترحت على إسرائيل مدها بالخبرات التي اكتسبتها في حربها مع روسيا، ولكن الأولى رفضت وفضلت التعامل بحلولها الخاصة.
ومع تصعد الصراع، من المتوقع أن تستمر هجمات الطائرات بدون طيار من كلا الجانبين، وهو ما سيؤدي إلى تطوير التسليح والدفاعات بما يهدد الشرق الأوسط.
المصدر: The Media Line