سلّط الهجوم الذي شنته جماعة حزب الله على الأراضي المحتلة من إسرائيل بطائرات مسيرة من طراز “مرصاد 1″، الضوء على مدى قدرة دفاعات الاحتلال لرصد التهديدات.
وأسفر الهجوم الذي استهدف قاعدة مشاة عسكرية بالقرب من بنيامينا، ويوصف بأنه الأكثر دموية منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي، عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 67 آخرين.
وتمكنت مرصاد 1 من اختراق دفاعات الاحتلال في منطقة تقع على بُعد 55 كيلومترًا من الحدود اللبنانية، و30 كيلومترًا من مدينة حيفا الساحلية.
وكان هذا الاستهداف مهمة اعتادت تلك الطائرات عليها منذ تم استخدامها لأول مرة في عام 2002.
وبحسب بيان لحزب الله فإن الطائرات استهدفت معسكر تدريب للواء جولاني، وهي إحدى وحدات المشاة النخبة، ما أدى لانفجارات في غرف تواجد بها عشرات الضباط الإسرائيليين.
كيف تمكنت المسيرات من اختراق الدفاعات الإسرائيلية؟
اعتمد حزب الله في هجمته الأخيرة التي استهدفت على تكنيك يركّز على إمطار سماء الأراضي المحتلة بوابل من الصواريخ بهدف تشتيت أنظمة دفاع الاحتلال.
وفي الوقت نفسه تم إطلاق سربًا من الطائرات بدون طيار، ما أدى إلى نجاح إحدى المسيرات في الإفلات من أنظمة الاعتراض الإسرائيلية وتحطمت في بنيامينا.
ويُعد خرقًا كبيرًا في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، خصوصًا وأن الأمر تكرر في وقت سابق من هذا العام عندما حلقت طائرة تابعة لحزب الله في سماء الأراضي المحتلة ثم عادت سالمة إلى لبنان.
ولذلك قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، إنه تم فتح تحقيق في هذا الحادث، خصوصا في ظل إخفاق نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في اكتشاف المسيرة قبل انفجارها.
لماذا عجزت القبة الحديدة عن رصد الخطر؟
ينظر إلى نظام القبة الحديدية على أنه واحد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية في العالم.
ولكن بحسب المحاضر البارز في جامعة سيدني في مجال حقوق الإنسان والسلام والأمن الدوليين، إيال مايروز، فإنه من الصعب على نظام القبة الحديدية اكتشاف الطائرات بدون طيار.
وقال مايروز إن تلك الطائرات تطير في العادة على ارتفاعات منخفضة أقل من الصواريخ والقذائف، كما أنه يصعب اعتراضها لأنها لا تسير في مسار واحد.
قال خبير مكافحة الإرهاب والباحث البارز في معهد واشنطن، ماثيو ليفيت، إن اختراق نظام القبة الحديدة كان بمثابة مفاجأة للخبراء، لأنه أثبت فعاليته منذ بداية الحرب في رصد العديد من التهديدات في صورة مسيرات.
ولكنه أشار إلى أن النظام قد يتعرض للإرهاق بسبب كم الصواريخ والطائرات التي تم إطلاقها، وأن التخوف الأكبر من أن يُطلق حزب الله بين 500 إلى 1000 صاروخ في المرة الواحدة.
أهمية المسيرات
ويُعد التوسع في استخدام الطائرات بدون طيار هو استراتيجية تسعى لها إيران لدعم وكيلها في الشرق الأوسط، حزب الله، والذي زاد من عدد مسيراته خلال الفترة الأخيرة.
وتسمح المسيرات لحزب الله بشن هجمات في العمق الإسرائيلي مع تقليل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها أفراده.
وتُعد طائرة مرصاد 1 هي واحدة من ضمن طرازات أخرى في ترسانة حزب الله من المسيرات، وأغلبها من صنع إيراني أو تم تعديلها من نماذج تجارية أخرى.
ويتم الاعتماد على المسيرات بشكل عام في عدة مهمام من بينها جمع المعلومات الاستخباراتية والمهمات الانتحارية.
وتشير التقارير الصادرة عن مركز أبحاث ألما إلى أن حزب الله لديه أكثر من 2000 طائرة بدون طيار في ترسانته، مع ادعاء بعض التقديرات أن المجموعة تمتلك نماذج أكثر تقدمًا مثل طائرات مهاجر-4 وشاهد.
المصدر: jpost