سياسة

واقع مرير ومستقبل مجهول للعاملات المهاجرات في لبنان

عندما بدأت الغارات الجوية الإسرائيلية على بيروت، حاولت مارياتو سواري، عاملة منزلية من سيراليون، التواصل مع أصحاب عملها لطلب المساعدة، لكنهم كانوا قد غادروا البلاد، تاركينها وابنها الرضيع بمفردهما في المدينة المهددة بالقصف

في خضم الحرب والنزاع، يجد العمال المهاجرون في لبنان أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، حيث أصبحت العديد من العاملات المنزليات عالقات، عاجزات عن المغادرة أو العودة إلى ديارهن، بعد هروب العائلا اللاتي يعملن لديهن بسبب القصف الإسرائيلي.

فرار أصحاب العمل وترك العاملات وحدهن

عندما بدأت الغارات الجوية الإسرائيلية على بيروت، حاولت مارياتو سواري، عاملة منزلية من سيراليون، التواصل مع أصحاب عملها لطلب المساعدة، لكنهم كانوا قد غادروا البلاد، تاركينها وابنها الرضيع بمفردهما في المدينة المهددة بالقصف.

وتقول سواري: “سمعت القصف وكنت خائفة جدًا. كان عليّ أن آخذ طفلي وأهرب”، وهي تجلس في مأوى غير رسمي للعمال المهاجرين في بيروت.

لم يكن لسواري خيار سوى الهروب والبقاء في الشوارع مع عشرات النساء الأخريات اللاتي واجهن نفس المصير، بعد أن هرب أصحاب العمل اللبنانيين تاركين جوازات سفر العاملات بحوزتهم، مما جعل من المستحيل لهن المغادرة

ولم يكن لسواري خيار سوى الهروب والبقاء في الشوارع مع عشرات النساء الأخريات اللاتي واجهن نفس المصير، بعد أن هرب أصحاب العمل اللبنانيين تاركين جوازات سفر العاملات بحوزتهم، مما جعل من المستحيل لهن المغادرة.

وأضافت سواري: “لم أتحدث إلى عائلتي منذ عشرة أيام، لا بد أنهم قلقون عليّ للغاية”.

ظروف مأساوية في الملاجئ

تقيم سواري الآن مع 150 امرأة أخرى وستة أطفال، في مستودع رطب ومظلم في بيروت، حيث بُسطت المراتب على الأرض الباردة، وتستخدم جميع الموجودات نقطة شحن واحدة لأكثر من 100 هاتف، فيما ترفرف الخفافيش فوق رؤوسهن.

هذا المأوى المؤقت، الذي تم تجهيزه بمبادرة من متطوعين لبنانيين، يُظهر مدى الإهمال تجاه وضع العمال المهاجرين.

ذكر مراسل CNN أنه أثناء زيارته للملجأ، لاحظ سيارة فاخرة تراقب المدخل بعيون متلصصة، مما يعكس الخطر الذي يحيط بهؤلاء النساء، حيث يُصبحن عرضة للاستغلال في كل لحظة، ومع استمرار القصف والتدهور الاقتصادي، يبقى مصير هؤلاء النساء غير واضح

صمت قنصليات بلدان العاملات

تشعر العديد من النساء بالتخلي عنهن من قبل قنصليات بلادهن، حيث أوضحت العاملات السيراليونيات أنهن لم يتلقين أي دعم من القنصلية.

وقال سمير بهون، مدير مكتب القنصلية السيراليونية، إن القنصلية لا تتعامل إلا مع أصحاب العمل، وهو ما يترك العاملات بدون أي سبيل للعودة إلى بلادهن أو تأمين أوراقهن.

الجهود المحلية لدعم العاملات

في ظل هذا التجاهل الرسمي، ظهرت مبادرات فردية من مواطنين لبنانيين، حيث استأجرت مجموعة من المتطوعين اللبنانيين مستودعًا ليأوي العاملات المهاجرات بعد أن تم طردهن من الملاجئ الرسمية.

تشعر العديد من النساء بالتخلي عنهن من قبل قنصليات بلادهن، حيث أوضحت العاملات السيراليونيات أنهن لم يتلقين أي دعم من القنصلية

كما يُحاول المتطوعون التنسيق مع السفارات لترتيب عودتهن إلى ديارهن، لكن التحديات اللوجستية والمالية تعيق جهودهم.

خطر الاستغلال والاتجار

في ظل غياب الملاجئ الرسمية والحماية، تواجه النساء المهاجرات خطر الاستغلال والاتجار.

وفي هذا السياق أوضحت دارا فوييل من منظمة “أكشن العمال المهاجرين”: “الوضع الذي تواجهه العاملات المنزليات في لبنان مأساوي للغاية”.

وذكر مراسل CNN أنه أثناء زيارته للملجأ، لاحظ سيارة فاخرة تراقب المدخل بعيون متلصصة، مما يعكس الخطر الذي يحيط بهؤلاء النساء، حيث يُصبحن عرضة للاستغلال في كل لحظة، ومع استمرار القصف والتدهور الاقتصادي، يبقى مصير هؤلاء النساء غير واضح.

ومن جانبها قالت آشا محمد ياسين، وهي عاملة منزلية من إثيوبيا: “نحن آمنون الآن، لكننا لسنا سعداء. لا نعرف إلى أين سنذهب”.

وتستمر حياتهن في الملاجئ المؤقتة، دون معرفة متى سيتمكنّ من العودة إلى ديارهن أو الحصول على حقوقهن الأساسية.

المصدر:

cnn