يبدو أن الولايات المتحدة قررت اتباع استراتيجية جديدة في التعامل مع الصراع الدائر بين الاحتلال وحزب الله، بعد أسابيع من محاولاتها الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
وبحسب ما نشرته رويترز، اليوم الأحد، فإن تلك السياسية الجديدة تنطوي على ترك الصراع مستمرًا حتى النهاية.
ويتناقض الموقف الجديد تمامًا مع موقف الولايات المتحدة قبل أسبوعين، عندما كانت تطالب بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يومًا حتى تمنع اجتياح الاحتلال للبنان.
ولكن تلك الجهود باءت بالفشل بعد أن شنت قوات الاحتلال قصفًا جويًا استهدف مقر تواجد زعيم حزب الله، حسن نصر الله، ما أسفر عن مقتله وبعض قيادات الجماعة.
والآن تراجع المسؤولون الأميركيون عن دعواتهم لوقف إطلاق النار، بحجة أن الظروف تغيرت.
تغيير مسار الأهداف
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة تدعم الاحتلال في شن غارات تستهدف البنية التحتية لجماعة حزب الله اللبنانية، بما يدعم التوصل إلى حل دبلوماسي في النهاية.
ويعكس هذا التصريح التغيير الذي يشهده مسار الأهداف الأمريكية المتضاربة والتي تهدف احتواء الصراع المتنامي في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت إضعاف حزب الله.
ولكن تلك الاستراتيجية قد تنطوي على عدة مخاطر، فمن ناحية سيكون إضعاف حزب الله بمثابة فوز كبير للولايات المتحدة وإسرائيل خصوصًا في ظل الدعم الإيراني للجماعة.
ولكن من ناحية أخرى، تهدد الحملة الإسرائيلية الموسعة بحرب شاملة قد تمتد لحدود وجبهات أوسع بما يحول دون السيطرة عليها.
ويقول المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية، جون ألترمان، إن الولايات المتحدة قد تكون سعيدة برؤية الضربات التي تُضعف من حزب الله، ولكن عليها أن تحذر من خطر خلق فراغ في لبنان إو إثارة حرب إقليمية.
وأضاف: إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من تغيير النهج الإسرائيلي، فعلى الأقل عليها أن تحاول توجيهه بما يضمة عدم جر المنطقة لحرب شاملة.
فوائد متوقعة
كان الصراع بين الاحتلال وحزب الله بدأ في السابع من أكتوبر في أعقاب هجمات حماس على المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وانخرط حزب الله في الحرب من خلال مناوشات عبر الحدود مع الاحتلال، استمرت حتى الأسابيع القليلة الماضية والتي تصاعدت فيها حدة الصراع مع شن الاحتلال هجمات على لبنان.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله وبعض كبار القادة في الجماعة اللبنانية، كما أدت هجمة أخرى إلى تفجير نحو 5 آلاف جهاز من أجهزة اللاسلكي التابعة للجماعة.
وردت إيران من خلال إطلاق نحو 200 صاروخ باليستي على الأراضي المحتلة مستهدفة العمق الإسرائيلي، ردًا على تلك الهجمات.
يقول المفاوض الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، إن أمل واشنطن بات منعدمًا في كبح جمح إسرائيل، ولذلك فإنها تتطلع للجانب ذو المنفعة من هجماتها وعملياتها في لبنان.
ويرى ميلر أن الحملة الإسرائيلية في لبنان ربما تحقق فائدتين، أولهما هو إضعاف حزب الله وبالتالي تقليص نفوذ إيران في المنطقة.
من ناحية أخرى، تعتمد الولايات المتحدة على أن الضغط العسكري قد يجبر حزب الله على إلقاء السلاح ويمهد الطريق لانتخاب حكومة جديدة في لبنان من شأنها الإطاحة بحركة الميليشيا القوية، التي كانت لاعبًا مهمًا في لبنان لعقود من الزمن.
ولكن المسؤول السابق في البنتاغون والذي يعمل الآن في مركز الأمن الأميركي الجديد في واشنطن، جوناثان لورد، يرى أن الهدف الأخير صعب التحقيق.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن اللبنانيين يشعرون بالانزعاج من وجود حزب الله، إلا أن فرض التغيير بهذه الطريقة لن يكون محبذًا بالنسبة لهم.
المصدر: رويترز