علوم

الحشرات.. شريان حياة للطيور والبيئة

أهمية الحشرات للطيور

تحتفل المؤسسات البيئية والدول في 12 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للطيور المهاجرة؛ لتشجيع العمل على حمايتها من أجل تعزيز التوازن البيئي.

وتركز حملة اليوم العالمي للطيور المهاجرة في عام 2024 على أهمية الحشرات لها، وتسليط الضوء على المخاوف المتعلقة بانخفاض أعداد الحشرات.

لماذا تمثل الحشرات أهمية كبرى للطيور؟

تعد الحشرات مصدرًا أساسيًا للطاقة للعديد من أنواع الطيور المهاجرة، ليس فقط خلال مواسم التكاثر ولكن أيضًا أثناء رحلاتها المكثفة وتؤثر بشكل كبير على توقيت ومدة ونجاح هجرة الطيور بشكل عام.

وتلعب الطيور دورًا حاسمًا في التلقيح ومكافحة الآفات، ويؤدي نقص الحشرات إلى تعطيل وظائف النظام البيئي هذه.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الإفراط في تعداد بعض الحشرات، دون وجود مفترسات طبيعية من الطيور، يمكن أن يتسبب أيضًا في تفشي الأمراض التي تضر بصحة النبات والزراعة، وبالتالي يعاني الإنسان من انعدام الأمن الغذائي.

طائران يأكلان حشرة

نقص أعداد الحشرات يقلق العلماء

يمكن لندرة الحشرات الغنية بالطاقة والبروتين أن تعيق هجرة الطيور وتكاثرها، مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، وانخفاض النجاح الإنجابي لها، وزيادة معدلات الوفيات لكل من الطيور البالغة وصغارها.

وفي المقابل، فإن التوقعات بشأن أعداد الحشرات تثير القلق.

تكشف الدراسات عن انخفاض كبير بنسبة 70% على الأقل في العقود الأخيرة في عدد الحشرات في مختلف أنحاء أوروبا.

وتكشف البيانات المستمدة من التجارب العلمية التشاركية في بريطانيا وألمانيا عن انخفاض مثير للقلق بنسبة 63.7% بين عامي 2004 و2022.

وفي ألمانيا، تظهر الدراسات التي أجريت في البيئات الطبيعية الزراعية المحمية انخفاضًا متوسطًا بنسبة 76% في الكتلة الحيوية للحشرات الطائرة بين عامي 1989 و2016.

ولوحظت انخفاضات مماثلة في الدنمارك، حيث تشير التحليلات إلى انخفاض بنسبة 80% في اصطدامات الحشرات على الطرق المزدحمة بين عامي 1997 و2017.

وقد تم تحديد الأنشطة البشرية التي تغذي فقدان الموائل، وتغير المناخ، وتكثيف الزراعة، والأنواع الغازية، والاستخدام المفرط للمواد الكيميائية الاصطناعية الضارة، باعتبارها العوامل الرئيسية وراء هذا الانحدار.

أدت ممارسات الزراعة المكثفة، على وجه الخصوص، إلى تحويل مساحات شاسعة من الأراضي إلى بيئات غير مضيافة للحشرات وغيرها من الحيوانات البرية.

تشجع المؤسسات البيئية الدولية الدول على اتباع سياسات زراعية مستدامة، لضمان التعايش بين الطبيعة والممارسات الزراعية.

ومن خلال هذه الجهود، يمكن حماية التوازن الدقيق للنظم البيئية ودعم بقاء الطيور المهاجرة ورفاقها من الحشرات للأجيال القادمة.

المصادر:

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

موقع birdlife