سياسة

بعد الضربات الثقيلة.. كيف استعد حزب الله للحرب البرية الحاسمة؟

تواجه قوات الكيان الإسرائيلي صعوبة في التوغل بريًا إلى جنوب لبنان، مما يوضح أن الحزب ما زال قادرًا على مواصلة القتال بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وغالبية قيادات الصف الأول للحزب

تتزايد المؤشرات على استعداد حزب الله لمواجهة حرب استنزاف طويلة الأمد ضد الكيان الإسرائيلي في جنوب لبنان، وذلك بعد تكبده خسائر كبيرة إثر الضربات الإسرائيلية في الأسابيع الماضية.

وتواجه قوات الكيان الإسرائيلي صعوبة في التوغل بريًا إلى جنوب لبنان، مما يوضح أن الحزب ما زال قادرًا على مواصلة القتال بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وغالبية قيادات الصف الأول للحزب.

إعادة تشكيل القيادة العسكرية

قال مصدران مطلعان لوكالة رويترز إن العمليات تأثرت في الأيام الأولى بعد مقتل نصر الله، حيث تعطلت القيادة المركزية للحزب مؤقتًا، ولكن بعد مرور 72 ساعة، تم إنشاء “غرفة عمليات” جديدة تدير الصراع البري وإطلاق الصواريخ على القوات الإسرائيلية المتوغلة في جنوب لبنان.

وتواصل هذه الغرفة عملها على الرغم من الهجمات الإسرائيلية المكثفة والمستمرة على البنية التحتية التابعة للحزب.

الاحتفاظ بالأسلحة الاستراتيجية

وفق تأكيدات أحد القادة الميدانيين في حزب الله لرويترز، لا يزال الحزب يحتفظ بترسانة كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة القادرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل.

وأوضح أن الحزب يحتفظ بتلك الأسلحة الاستراتيجية لاستخدامها في مراحل لاحقة من الصراع، وخصوصًا لتجنب توسيع الضربات الإسرائيلية على البنية التحتية اللبنانية، مثل مطار بيروت والجسور الرئيسية.

أفادت تقارير بأن حزب الله يمتلك شبكة أنفاق واسعة في جنوب لبنان تمتد لمئات الكيلومترات، وأن الأنفاق التي تم بناؤها على مدى سنوات طويلة تُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجيته لمواجهة القوات الإسرائيلية

حرب استنزاف

أشار القائد الميداني إلى أن القوات تنفذ تكتيكات قتالية مرنة تتكيف مع الظروف الميدانية، وأن القيادة الجديدة للحزب تعمل بسرية تامة وتواصل توجيه المقاتلين بناءً على خطة محددة لضمان استمرار المعركة مع إسرائيل لفترة طويلة، وهو ما يؤكد استعداد الحزب لخوض حرب استنزاف طويلة مع إسرائيل.

ومن جهته، يرى المحلل الإسرائيلي أبراهام ليفين أن حزب الله لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل على الرغم من ضربات القيادة، مشددًا على أن حزب الله مستعد جيدًا ويتوقع مواجهة القوات الإسرائيلية، ولا يمكن اعتباره هدفًا سهلًا.

حرب الأنفاق

أفادت تقارير بأن حزب الله يمتلك شبكة أنفاق واسعة في جنوب لبنان تمتد لمئات الكيلومترات، وأن الأنفاق التي تم بناؤها على مدى سنوات طويلة تُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجيته لمواجهة القوات الإسرائيلية.

ووفقًا لتصريحات القائد الميداني، فإن الأنفاق تلعب دورًا محوريًا في المعركة الحالية، حيث تم تصميمها لتكون مراكز لشن الهجمات والمقاومة.

وفي المقابل، نشرت إسرائيل لقطات فيديو تزعم أنها تظهر أنفاقًا عميقة سيطرت عليها القوات الإسرائيلية، فيما قال مصدر مقرب من حزب الله إن هذه الأنفاق مخصصة لوحدات الرضوان الخاصة التابعة للحزب، والتي كانت تُستخدم في يوم من الأيام للدخول إلى شمال إسرائيل.

المصدر:

Reuters