ترك إعصار ميلتون 3 ملايين شخص بدون كهرباء بعد أن ضرب ساحل ولاية فلوريدا في ساعات متأخرة من مساء الأربعاء.
ويُصنف الإعصار كعاصفة من الدرجة الثالثة، إذ جاء مصحوبًا برياح شديدة وأمطار غزيرة، ما أسفر عن فيضانات ووفيات غير محددة الأرقام.
ويأتي إعصار ميلتون ليزيد من حجم الخسائر التي خلفها نظيره السابق هيلين، والذي ضرب البلاد قبل أسبوعين.
وأصدر المسؤولون تحذيرات من العواصف المدارية في معظم مناطق الساحل الشرقي الأوسط.
وناشدوا السكان في مقاطعات هيلزبورو وبينيلاس وساراسوتا ولي، والتي تشهد الضرر الأكبر، بالبقاء في المنازل.
وحذر المسؤولون أيضًا من سقوط أعمدة الكهرباء والأشجار على الطرق، وانسداد الجسور.
ولكن لماذا يُعد إعصار ميلتون تهديدًا وكارثة تثير المخاوف؟
أثار إعصار ميلتون مخاوف الخبراء من تداعياته، وذلك بسبب قوته الهائلة ومساره الخطير الذي يُعد نادرًا.
وخلال 10 ساعات فقط، أدت المياه الدافئة لتحويل الإعصار من مجرد عاصفة بسيطة إلى إعصار هائل يُصنف ضمن الفئة الخامسة.
وعلى الرغم من أن الإعصار كان ضعيفًا، إلا أنه تطور بسرعة كبيرة عندما وصلت سرعة رياحه لـ 180 ميلًا في الساعة، وسجل مستويات منخفضة في الضغط الجوي، هي الأدنى التي شهدها خليج المكسيك في وقت متأخر من هذا العام.
ويقول الخبراء إن ميلتون وصل لأقصى درجات الشراسة بين الأعاصير، وذلك بسبب عوامل الطقس المحيطة به.
ويقول الباحث في الأعاصير بجامعة ولاية كولورادو، فيل كلوتزباتش، إن جميع الصفات المجنونة التي اتصفت بها الأعاصير موجودة جميعًا في ميلتون.
من ناحية أخرى، فإن مسار العاصفة نادر للغاية، وكان آخر إعصار اتخذ ذات المسار في عام 1848.
ولم تتعرض تامبا ــ المنطقة الحضرية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في مسارها العام ــ لضربة مباشرة من عاصفة كبرى منذ أكثر من 100 عام، مما يجعل هذا الأسبوع أسوأ سيناريو بالنسبة للعديد من الخبراء.
مسار نادر
قال الباحث في الأعاصير بجامعة ميامي، بريان ماكنولدي، إن مسار إعصار ميلتون حدث من قبل، ولكنه أمر نادر للغاية ولا يتكرر كثيرًا، ما يجعله من بين الأعاصير الأكثر شدة.
وقال عالم المناخ وخبير الأعاصير بجامعة برينستون، جابرييل فيكي، إن إعصار ميلتون ربما يكون مختلفًا تمامًا عن أي أعاصير أخرى شهدها سكان ساحل فلوريدا.
وإذا ضرب ميلتون اليابسة كإعصار من الفئة الرابعة، ستكون تلك هي المرة الثانية فقط التي تضرب فيها البلاد أعاصير قوية بهذا القدر مرتين في عام واحد.
ويأتي ذلك بعد نحو 12 عامًا لم تشهد فيها المنطقة أي عواصف من هذه الفئة أو أعلى بين 2005 و2016.
وتقول عالمة الغلاف الجوي وخبيرة الأعاصير بجامعة ألباني، كريستين كوربوسيرو، إن التهديد الذي يشكله إعصار ميلتون الآن أمر مختلف خصوصًا بعد هدوء لمدة 12 عامًا، وربما تكون ظروف تغير المناخ
وأضافت أن “مع تزايد العواصف وقوتها، تزداد فرص تعرض الولايات المتحدة لإعصار كبير”.
ويرى العلماء أن قوة ميلتن الكارثية تعود إلى المياه الدافئة التي تشكل فوقها، إلى جانب التغيرات المناخية التي تسبب فيها الإنسان.
وأبرز أسباب ارتفاع درجات حرارة المياه هو الاحتباس الحراري العالمي، بخلاف ظاهرة النينيو التي شهدها العالم العام الماضي وأثرت على الطقس، إلى جانب عوامل طبيعية أخرى بحسب فيكي.
المصدر: AP