تجمع مئات الأشخاص، في مدينة مومباي الهندية، بما في ذلك قادة الشركات والسياسيون والمشاهير، اليوم الخميس، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على أحد أكثر رجال الأعمال شهرة في الهند، راتان تاتا، الذي توفي عن عمر يناهز 86 عامًا.
اشتهر بفطنته التجارية المثالية وطبيعته الخيرية، والعمل كرئيس للعديد من الشركات التابعة لمجموعة “تاتا” لأكثر من 20 عامًا، والتي بلغت إيراداتها 165 مليار دولار في الفترة 2023-2024، فما الذي نعرفه عنه غير ذلك؟
من هو راتان تاتا؟
ولد راتان تاتا عام 1937 في عائلة من البارسيين، وهو مصطلح يشير إلى اللاجئين الزرادشتيين في الهند، وانفصل والداه في أربعينيات القرن الماضي.
التحق تاتا بالجامعة في الولايات المتحدة، حيث حصل على شهادة في الهندسة المعمارية من جامعة كورنيل.
وخلال إقامته التي استمرت 7 سنوات بالولايات المتحدة، تعلم قيادة السيارات والطيران.
عاد إلى الهند في عام 1962 عندما مرضت جدته “نافاجباي” ودعته للحضور.
في ذلك الوقت طلب منه جيه آر دي تاتا الانضمام إلى مجموعة “تاتا”.
عمل راتان تاتا في مصنع صلب تابع لشركة في جامشيدبور في شرق الهند حيث أمضى بضع سنوات في المصنع قبل أن يصبح المساعد الفني للمدير.
في أوائل السبعينيات، تولى إدارة شركتين متعثرتين في المجموعة، إحداهما تصنع أجهزة الراديو والتلفزيون والأخرى تصنع المنسوجات، وتمكن من تحقيق نجاحات كبيرة مع الأولى
وفي عام 1991، عيّن جيه آر دي تاتا، الذي قاد المجموعة لأكثر من نصف قرن، راتان تاتا خلفًا له على حساب كبار المرشحين لشغل هذا المنصب.
تحت قيادة راتان تاتا، بدأت الشركة في الظهور كعلامة تجارية عالمية مع التركيز بشكل كبير على السلع الاستهلاكية.
خلال فترة ولايته، قامت المجموعة بالعديد من عمليات الاستحواذ، من بينها الاستحواذ على شركة صناعة الصلب الأنجلو هولندية “كوروس” وشركتي السيارات البريطانية “جاكوار” و”لاند روفر”.
بلغت الشركة ذروتها في عام 2000، عندما اشترت شركة “تاتا” شركة “تيتلي” لتصبح ثاني أكبر شركة شاي في العالم، وكانت هذه الصفقة أكبر استحواذ على علامة تجارية دولية من قبل شركة هندية.
وفشلت محاولة “تاتا” في تصنيع سيارة آمنة وبأسعار معقولة، حيث تم إطلاق الإصدار الأول وسط ضجة كبيرة في عام 2009.
أنتجت الشركة “سيارة” صغيرة الحجم بتكلفة 1222 دولارًا أمريكيًا فقط للطراز الأساسي.
وبعد النجاح الأولي، بدأت العلامة التجارية تخسر أمام الشركات المصنعة الأخرى بسبب مشاكل في الإنتاج والتسويق.
صرحت شركة “تاتا” في وقت لاحق أن “وصف سيارة نانو بأنها أرخص سيارة في العالم كان خطأً فادحًا، فالناس لا يريدون أن يظهروا وهم يقودون أرخص سيارة في العالم”.
المصادر: