بعد انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي، أصبحت كامالا هاريس المرشحة الرئاسية للحزب الديمقراطي. ورغم الإنجازات التي حققتها في الأشهر القليلة الماضية، إلا أن السباق نحو البيت الأبيض يزداد ضراوة. ويثير قلق الديمقراطيين التحديات التي تواجه حملة هاريس، وسط مخاوف من عدم قدرتها على الحفاظ على التقدم.
نجاحات هاريس وتألقها بعد انسحاب بايدن
منذ إعلان ترشيحها الرسمي، تمكنت هاريس من جذب اهتمام جماهيري كبير. وقدمت عروضًا قوية في المؤتمرات الانتخابية، حيث تفوقت على الأرقام التي حققها بايدن في بدايات حملته. كما أنها جمعت مئات الملايين من الدولارات لدعم حملتها الانتخابية. هذه النجاحات جعلتها في صدارة السباق من حيث الشعبية والتأييد المالي.
تحديات التقدم في الولايات المتأرجحة
رغم هذا التقدم، تواجه هاريس تحديات كبيرة في الولايات الحاسمة. وتُظهر استطلاعات الرأي منافسة شديدة في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن. فالتقدم الضئيل لهاريس في هذه الولايات يجعل الحزب الديمقراطي قلقًا. وفي هذا السياق، يرى الخبراء أن عدم فوز هاريس في الانتخابات التمهيدية قد يترك انطباعًا سلبيًا عند بعض الناخبين.
استراتيجيات مواجهة التحديات الانتخابية
تعمل حملة هاريس على استراتيجيات جديدة لكسب أصوات الناخبين. ويشمل ذلك زيارة المناطق الريفية والجمهورية، على أمل تقليل الفارق بينها وبين الجمهوريين. وفي خطوة لافتة، قامت هاريس بزيارة مقاطعة كامبريا بولاية بنسلفانيا، التي فاز بها ترامب في عام 2020 بفارق كبير. تحاول من خلال هذه الزيارات اختراق القواعد الجمهورية، وتوسيع قاعدتها الانتخابية خارج المدن الكبيرة.
التركيز على قضايا أساسية لكسب الأصوات
تركز حملة هاريس على قضايا مثل الرعاية الصحية، حقوق العمال، وأمن الضمان الاجتماعي. وتعمل على استهداف الناخبين في التجمعات النقابية والأقليات العرقية، على أمل زيادة الدعم في أوساط هذه الفئات. كما تعمل الحملة على توظيف وسائل الإعلام الرقمية للوصول إلى الناخبين من أصول لاتينية وأفريقية، إذ يعد هؤلاء جزءًا أساسيًا من قاعدة الحزب الديمقراطي.
أخيرًا
تسعى كامالا هاريس بكل جهدها للحفاظ على الزخم الذي حققته حتى الآن. ومع ذلك، فإن السباق لا يزال طويلًا وصعبًا، وسط منافسة شديدة مع الحزب الجمهوري. تزداد ضغوط الديمقراطيين لتحقيق النصر في الانتخابات الرئاسية، خاصة في الولايات المتأرجحة التي قد تحدد مصير السباق. إن ما ستحققه هاريس في الأشهر المقبلة سيحدد ما إذا كانت قادرة على الحفاظ على هذا الزخم، والوصول إلى البيت الأبيض.