علوم

“ميلتون” ليس الأخير هذا العام.. كم سيستمر موسم الأعاصير 2024؟

يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يكون موسم الأعاصير هذا العام أعلى من المتوسط، حيث يجلب موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي مجموعة من الظروف الجوية الخطيرة تشمل الرياح العاتية والأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة، وبما أن تغير المناخ مرتبط بزيادة شدة الأعاصير، فقد تستمر هذه التأثيرات في التفاقم

أجبر إعصار ميلتون ملايين الأشخاص، إلى ترك منازلهم في ولاية فلوريدا الأمريكية، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن عملية إجلاء تاريخية تشهدها الولاية، تتجاوز 6 ملايين شخص، في الوقت الذي صنف فيه خبراء الأرصاد ميلتون بأنه إعصار من الدرجة الرابعة.

وعلى الرغم من أن ميلتون هو إعصار من الدرجة الرابعة وليس بشدة الدرجة الخامسة والأخيرة من تصنيف الأعاصير إلا وأن خطورته تكمن في ضخامته وعظم مساحته والتي يصل فيها طول قطره إلى نحو 1250 كم.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يكون موسم الأعاصير هذا العام أعلى من المتوسط، حيث يجلب موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي مجموعة من الظروف الجوية الخطيرة تشمل الرياح العاتية والأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة، وبما أن تغير المناخ مرتبط بزيادة شدة الأعاصير، فقد تستمر هذه التأثيرات في التفاقم.

متى بدأ موسم الأعاصير؟

انطلق موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2024 رسميًا في الأول من يونيو ويستمر حتى 30 نوفمبر.

ويتميز هذا الموسم بتوقعات تشير إلى أنه قد يكون واحدًا من أكثر المواسم نشاطًا في السنوات الأخيرة، حيث توقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) عددًا قياسيًا من العواصف التي قد تصل إلى 25 عاصفة مسماة.

ويرتبط هذا التوقع بتغير المناخ والانتقال من ظاهرة النينيو إلى ظاهرة النينيا، مما يوفر الظروف المثالية لنشوء الأعاصير.

وكانت العاصفة الاستوائية الأولى لهذا الموسم، هي ألبرتو والتي ظهرت في 19 يونيو، وتلتها ثماني عواصف أخرى حتى 26 سبتمبر، خمس منها تطورت إلى أعاصير.

كيف تتشكل الأعاصير؟

وفقًا لوكالة ناسا، الأعاصير هي عواصف مدارية تتشكل فوق المحيطات الدافئة، وتبدأ هذه العواصف عندما يسخن الهواء فوق سطح المحيط ويمتص الرطوبة، ومع ارتفاع الهواء الساخن، ينخفض الضغط الجوي في الأسفل، مما يدفع الهواء من مناطق الضغط المرتفع للتوجه نحو هذه المناطق، مسببًا دوامات في الهواء تتكثف تدريجيًا إلى سحب، هذه العملية المستمرة تولد عواصف رعدية قد تتطور إلى أعاصير.

تُصنَّف الأعاصير باستخدام مقياس سافير-سيمبسون إلى خمس فئات، تبدأ من الفئة الأولى بحد أدنى للرياح يبلغ 74 ميلاً في الساعة، وتصل إلى الفئة الخامسة عندما تتجاوز سرعة الرياح 157 ميلاً في الساعة

وعند وصول سرعة الرياح إلى 39 إلى 73 ميلاً في الساعة، يُطلق على العاصفة تسمية “عاصفة مدارية”، أما إذا تجاوزت سرعة الرياح 74 ميلاً في الساعة، تتحول إلى إعصار من الفئة الأولى.

تُصنَّف الأعاصير باستخدام مقياس سافير-سيمبسون إلى خمس فئات، تبدأ من الفئة الأولى بحد أدنى للرياح يبلغ 74 ميلاً في الساعة، وتصل إلى الفئة الخامسة عندما تتجاوز سرعة الرياح 157 ميلاً في الساعة.

تأثير تغير المناخ على الأعاصير

تلعب العوامل المناخية دورًا رئيسيًا في تحديد مدى قوة الأعاصير، حيث إن تغيرات المناخ العالمي، مثل ظاهرة النينيو والنينيا، تؤثر بشكل مباشر على عدد وشدة الأعاصير، فخلال سنوات النينيو، ترتفع درجات حرارة المحيطات في أجزاء من المحيط الهادئ، مما يؤدي إلى قمع تكون الأعاصير في المحيط الأطلسي.

بينما خلال سنوات النينيا، تكون الظروف ملائمة أكثر لنشوء الأعاصير، حيث تقل قوة الرياح التي تؤدي إلى تفريق العواصف المدارية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التذبذب الأطلسي المتعدد العقود (AMO) هو نمط مناخي آخر يؤثر على نشاط الأعاصير، وعندما يكون المحيط الأطلسي الاستوائي في مرحلة دافئة، تزداد فرص تكوين أعاصير قوية.

على مدى العقود الماضية، شهد العالم ارتفاعًا في قوة الأعاصير نتيجة لتغير المناخ، حيث أظهر تحليل البيانات من عام 1979 إلى عام 2017 أن هذه العواصف أصبحت أقوى وأكثر تكرارًا.

يركز العلماء في إعداد توقعاتهم على تحليل مجموعة من العوامل، منها درجات حرارة سطح البحر وسرعة الرياح، ويتوقعون أن تكون ظاهرة النينيا حاضرة في هذا الموسم، مما يعني انخفاض القص الريحي، وهو ما يسمح للأعاصير بالتحرك بحرية دون أن تتفكك

ويعزى هذا إلى ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي التي ترفع من درجات حرارة المحيطات، مما يوفر المزيد من الطاقة لهذه العواصف.

كما أن هناك ظاهرة أخرى مرتبطة بتغير المناخ هي “العواصف الزومبي”، حيث تتلاشى العواصف ثم تستعيد قوتها لتعود مجددًا، مثل إعصار بوليت الذي ضرب برمودا في سبتمبر 2020، ثم ضعف وتلاشى قبل أن يعود مرة أخرى كعاصفة مدارية بعد عدة أيام.

توقعات موسم الأعاصير 2024

رجحت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أن يكون موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2024 أعلى من المعدل الطبيعي.

ويتوقع الخبراء أن يكون هناك ما بين 17 إلى 25 عاصفة مسماة، منها ما بين 13 إلى 15 إعصارًا، من بينها ما بين 4 إلى 7 أعاصير كبرى من الفئة الثالثة أو أعلى.

ويركز العلماء في إعداد توقعاتهم على تحليل مجموعة من العوامل، منها درجات حرارة سطح البحر وسرعة الرياح، ويتوقعون أن تكون ظاهرة النينيا حاضرة في هذا الموسم، مما يعني انخفاض القص الريحي، وهو ما يسمح للأعاصير بالتحرك بحرية دون أن تتفكك.

على مدى العقود الماضية، شهد العالم ارتفاعًا في قوة الأعاصير نتيجة لتغير المناخ، حيث أظهر تحليل البيانات من عام 1979 إلى عام 2017 أن هذه العواصف أصبحت أقوى وأكثر تكرارًا

الاستعداد لمواجهة الأعاصير

التنبؤ بموعد ونطاق الأعاصير ليس كافيًا، إذ يجب على السكان الذين يعيشون في مناطق معرضة للأعاصير اتخاذ إجراءات تحضيرية.

تشمل هذه التحضيرات التأكد من وجود خطة طوارئ للعائلة، توفير مؤن كافية من الماء والغذاء، والتأكد من سلامة المنازل والممتلكات.

وينصح الخبراء بتعلم كيفية متابعة تقارير الأرصاد الجوية بانتظام، والالتزام بتوجيهات السلطات المحلية بشأن الإخلاء أو البقاء في المنزل. هذه التدابير يمكن أن تكون الفارق بين النجاة والتعرض للخطر خلال العواصف الكبرى.

المصدر:

livescience