شهدت الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية لعام 2024 تفاوتاً ملحوظاً في الإنفاق بين المرشحين.
ووفقاً للإفصاحات المالية المقدمة، أظهرت حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إنفاقاً يقارب ثلاثة أضعاف ما أنفقته حملة منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، حيث بلغت نفقات حملة هاريس 174 مليون دولار، مقابل 61 مليون دولار لحملة ترامب في أغسطس الماضي.
وواصلت حملة هاريس تفوقها في الإنفاق حتى مطلع أكتوبر الجاري حيث وصلت إلى 263 مليون دولار مقابل 109 ملايين دولار لحملة ترامب.
تأثير الإنفاق على نتائج السباق الانتخابي
تدخل الحملتان المراحل الأخيرة من السباق الانتخابي وسط تنافس شديد، حيث تلعب الأموال دوراً حاسماً في توسيع نطاق الإعلانات التلفزيونية واستهداف الولايات المتأرجحة.
ورغم الإنفاق الكبير لحملة هاريس، إلا أن التجارب السابقة، كما حدث في انتخابات 2016 بين ترامب وهيلاري كلينتون، تظهر أن حجم الإنفاق لا يضمن بالضرورة الفوز في الانتخابات.
إقبال التبرعات: دعم متزايد لهاريس
شهدت حملة هاريس تدفقاً كبيراً في التبرعات بعد دخولها السباق، خاصة بعد الأداء الضعيف للرئيس جو بايدن في مناظراته مع ترامب.
وقد تمكنت هاريس من جمع 235 مليون دولار مع نهاية أغسطس، مما ساعدها على توسيع نشاطات الحملة.
وفي المقابل، أنهت حملة ترامب الشهر بمبلغ 135 مليون دولار، وهو ما يُعد انخفاضاً ملحوظاً مقارنة ببداية الشهر.
الانتخابات الأكثر كلفة في تاريخ أمريكا
في انتخابات 2020، تجاوز الإنفاق السياسي حاجز الـ14 مليار دولار، وفقاً لبيانات “Open Secrets”، مما جعل تلك الانتخابات، التي ضمت السباق الرئاسي وسباقات الكونغرس، الأكثر تكلفة في التاريخ الأميركي.
وشهدت هذه الانتخابات تفوقاً للديمقراطيين في جمع وإنفاق الأموال مقارنة بالجمهوريين، إذ تمكن جو بايدن، المرشح الرئاسي حينها، من أن يصبح أول مرشح يجمع مليار دولار من التبرعات.
دور المليارديرات في تمويل الديمقراطيين
أنفق الديمقراطيون نحو 6.9 مليار دولار في حملة 2020، مع بروز دور المليارديرات بشكل غير مسبوق.
وكان أبرز المانحين مايكل بلومبرغ وتوم ستاير، اللذين خاضا حملات رئاسية فاشلة في العام نفسه، حيث أنفق بلومبرغ من أمواله الخاصة حوالي 1.2 مليار دولار، ضخ منها 150 مليون دولار في حملات الديمقراطيين، بما في ذلك 67 مليون دولار لدعم الـ”Super PAC” التي خصصت ثلاثة أرباع أموالها لدعم بايدن.
أما ستاير، فأنفق 414.9 مليون دولار، ذهب معظمها إلى حملته الرئاسية، بالإضافة إلى تمويل حملات ديمقراطية وجهود تسجيل الناخبين.