على مدار عام من الحرب في غزة، ربط المسؤولون في حزب الله وقف إطلاق النار في لبنان بتراجع الاحتلال عن هجماته على القطاع المحاصر.
ومنذ أن انضم حزب الله إلى الحرب في 8 أكتوبر الماضي، وضع تراجع الاحتلال الإسرائيلي عن هجماته على غزة كشرط أساسي لوقف إطلاق صواريخه عبر الحدود اللبنانية.
فك الارتباط
ولكن القائد الأعلى للحزب نعيم قاسم، والذي تولى القيادة عقب اغتيال الأمين العام حسن نصر الله، كسر في تصريحات متلفزة حديثة هذا الارتباط، لكنه أكد في نفس الوقت استمرار دعمه للفلسطينيين في حربهم مع الاحتلال.
وأكد قاسم تأييد جهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله، لتأمين هدنة – دون وضع شروط مسبقة.
وأشار قاسم إلى أن جماعته تدعم تحركات حكومة بري من أجل وقف إطلاق النار، مؤكدًا في نفس الوقت أنه حال رفض إسرائيل لذلك، ستكون ساحة المعركة هي الفاصل بينهما.
وقبل أيام، ذكر مسؤول في حزب الله الهدنة في لبنان، ولكن دون أن يتطرق إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ولكن حتى الآن، لم يتحدث حزب الله صراحة عن تغيير مواقفه.
ثقة متبادلة
لكن المسؤول الكبير في حركة حماس، سامي أبو زهري، قال إنهم يثقون في موقف الجماعة اللبنانية من الحرب الإسرائيلية عليهم، قائلًا إن التصريحات السابقة لمسؤولي الحزب تؤكد ذلك.
ونقلت رويترز عن مسؤول حكومي لبناني – رفض ذكر اسمه – قوله إن الحزب غير من مواقفه تحت ضغوط عدة، ومن بينها النزوح الجماعي للناس من الدوائر الانتخابية الرئيسية حيث يعيش أنصار الجماعة الشيعية المسلمة في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
ومن ناحية أخرى تضغط إسرائيل من خلال تكثيف هجماتها البرية على جنوب لبنان، بخلاف الاعتراضات على موقف حزب الله من بعض الأطراف السياسية.
وخلال الأيام الأخيرة، دعا بعض كبار المشرعين من عدة طوائف في المشهد السياسي، بضرورة إصدار قرار لإنهاء القتال لا يربط مستقبل لبنان بإنهاء الحرب في غزة.
ويعاني لبنان بالفعل من أزمات سياسية بسبب تخبط المشهد، بالإضافة إلى أزمة اقتصادية بدأت قبل حرب غزة.
وقال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط اليوم الاثنين “لن نربط مصيرنا بمصير غزة”.
من جانبه اعتبر السياسي المسيحي اللبناني سليمان فرنجية، وهو أحد حلفاء حزب الله، أن الأهم في هذه المرحلة هو وقف الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وأن تخرج البلاد متحدة ومنتصرة.
تغيير مواقف
ولكن خلال الفترة الأخيرة، كانت هناك بعض المؤشرات من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين أن هناك تغيير في مواقف حزب الله.
وفي تصريح للتليفزيون العراقي الرسمي، قال أحد مسؤولي حزب الله، محمود قماطي، إن الحزب سيكون على استعداد لدراسة الحلول السياسية بعد وقف العدوان على لبنان، ولكن دون ذكر غزة.
وقال دبلوماسيون آخرون إن حزب الله فشل في توليد أي زخم دبلوماسي، وذلك وسط تكثيف إسرائيل لهجماتها الجوية على بيروت وأماكن أخرى.
وقال أحد الدبلوماسيين العاملين في الشأن اللبناني إن “المنطق الحاكم” لإسرائيل الآن أصبح عسكريا وليس دبلوماسيا.
ويرى بعض الدبلوماسيين أنه لا توجد أي مؤشرات على وقف محتمل لإطلاق النار، ولذلك فما يقوله المسؤولون اللبنانيون الآن بمثابة تطور مهم في مواقف حزب الله.
المصدر: رويترز