أعلنت إسرائيل، أمس الثلاثاء، عن مقتل 8 جنود في قتال مع قوات حزب الله في جنوب لبنان، بعد عملية اجتياح شنتها بهدف التصدي لهجمات الجماعة اللبنانية المسلحة.
وتُعد تلك الخسائر هي الأكبر التي يتكبدها جيش الاحتلال في ظل صراع مع مقاتلي حزب الله المدعوم من إيران على مدار العام الماضي على الحدود بين الأراضي المحتلة ولبنان.
وقال حزب الله إن مقاتليه اشتبكوا مع قوات إسرائيلية داخل لبنان يوم الأربعاء، وأفادوا بوقوع اشتباكات برية لأول مرة منذ توغلت القوات الإسرائيلية عبر الحدود.
وأعلنت الجماعة اللبنانية المسلحة أنها تمكنت من تدمير 3 دبابات إسرائيلية من طراز ميركافا بصواريخ بالقرب من بلدة مارون الراس الحدودية.
ويأتي ذلك بعد يوم من شن إيران هجمات صاروخية بنحو 181 صاروخ باليستي على تل أبيب، ردًا على مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله والهجمات الإسرائيلية على الجماعة خلال الأسابيع الماضية.
خبرة إسرائيل في حرب الشوارع
سيكون من الأفضل لإسرائيل أن تستخدم خبراتها وتتعلم من أخطائها في حربها على لبنان في عام 2006، وإلا ستكون ألقت بنفسها في فخ حزب الله وإيران الذي تمتع بخبرة أكبر فيها بشهادة التاريخ.
ففي يوليو 2006، وبعد أٍبوعين من القصف العنيف لمواقع حزب الله في لبنان، أرسل الاحتلال الإسرائيلي قوات مشاة بالآلاف اعتقادًا منها أنها ستنهي بهم على مقاتلي الجماعة.
ولكن المفاجأة كانت توجيه حزب الله ضربة قتلت 12 جنديًا إسرائيليًا احتياطيًا من المظليين، وبدأت تشن الضربات واحدة تلو الأخرى باتجاه قوات الاحتلال من داخل الأنفاق، وأحيانًا كانت تظهر فجأة لنصب كمين أو فخ.
ومن بين تلك الكمائن التي نصبها حزب الله هو إطلاق سيل من الصواريخ المضادة للدبابات على القوات الإسرائيلية التي وقفت عاجزة.
واستغل حزب الله هذا التخبط الإسرائيلي ليرسل وابلًا من الصواريخ على المنازل وأماكن العمل على مدار 34 يومًا من الحرب.
ومع انتهاء الحرب بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بدأ حزب الله في الاستثمار في ترسانته من الأسلحة، وخصوصًا من الصواريخ الذي لدى بعضها القدرة على ضرب إسرائيل بأكملها.
كما واصل حزب الله نشر الأسلحة والقوات العسكرية في المناطق المدنية وتدريب قواته البرية لصد الغزو الإسرائيلي، بما في ذلك توسيع شبكة أنفاقه.
ومن ناحيتها تدربت إسرائيل على خوض الحرب مع حزب الله، مع تبني عقيدة أكثر تدميرًا، كما اتضح من هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة.
وظهرت إسرائيل بأنها أقل اهتمامًا بالإلحاق الضرر بسمعتها الدولية مما كانت عليه في 2006، فبعد مقتل العديد من الفلسطينيين المدنيين في غزة لن يكون صعبًا عليها قتل المزيد في لبنان.
ولكن هل تنجح إسرائيل في التفوق على حزب الله؟
يظل الأمر مرهون بالحظ، إذ إن أي نجاح إسرائيلي قد يتحول إلى فضل ذريع في غمضة عين إذا قرر حزب الله استخدام ترسانته بالكامل.
وقد يسفر ذلك عن حرب أكثر ضراوة من تلك التي خاضها الطرفان في عام 2006، بخلاف أنه من غير الواضح ما إذا كان حزب الله سيُقدم على تلك الخطوة في ظل الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف قياداته ومواقعه المهمة.
بخلاف أن إسرائيل لا تمتلك خطة واضحة طويلة الأمد لاجتياح لبنان، إلى جانب أن حزب الله يمكن أن يتراجع لعمق البلاد للحد من خسائره، أو حتى محاولة إطالة أمد الحرب لاستنزاف إسرائيل.