لطالما كانت تنظر إسرائيل إلى المواقع النووية الإيرانية باعتبارها التهديد المحتمل الأكبر في المنطقة، خصوصًا في ظل عمل إيران المستمر على تطوير ترسانتها النووية.
والآن ومع تصاعد الصراع في المنطقة بعد الضربات الإيرانية أمس على تل أبيب، تتزايد المخاوف من احتمالية أن تضرب قوات الاحتلال المواقع الإيرانية النووية.
كانت إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باتجاه تل أبيب أمس الثلاثاء، في أعقاب ما أسمته قوات الاحتلال اجتياحًا بريًا محدودًا باتجاه جنوب لبنان
ولكن هل تُقدم إسرائيل فعلّا على تلك الخطوة؟
يقول محلل الشؤون السياسية والعالمية، باراك رافيد، إن مجلس الوزراء الإسرائيلي جلس في مخبأ تحت الأرض في الجبال القريبة من القدس في أعقاب الهجوم لمناقشة هذا الأمر، وما إذا كان هناك احتمالية لهجوم إيراني آخر وكيف سيكون الرد عليه.
وأضاف في مداخلة مع شبكة CNN: “من الواضح الآن أن إيران لا زالت لا تمتلك سلاحًا نوويًا، والمخابرات الإسرائيلية تقول إن الأمر سيستغرق من عام إلى عامين لبناء سلاح نووي يمكن وضعه على صاروخ وإطلاقه.
وتابع رافيد: “ولذلك لا يوجد تهديد مثل هذا في الوقت الحالي، لكنني أعتقد أن ما سنراه في الساعات المقبلة هو رد فعل إسرائيلي شديد من إسرائيل على الهجوم الإيراني، والذي لن يشبه بأي شكل الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني في أبريل الماضي”.
وقال: “أعتقد أن الهجوم الإيراني أعطى إسرائيل كل المبررات للمضي قدمًا في محاولة تقويض القدرات النووية الإيرانية، وهو أمر كانت ترغب فيه دولة الاحتلال منذ سنوات، قبل أن تتمكن طهران من تصنيع القنبلة النووية”.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من سنوات لضرب الأهداف النووية الإيرانية، والظروف الحالية مناسبة أكبر من أي وقت مضى لشن هجوم إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية”.
واستكمل رافيد: “خصوصًا وأن واحدة من المشكلات التي واجهها جيش الاحتلال طوال السنوات الماضية كانت التردد في اتخاذ قرار مثل هذا”.
وأوضح: “القيادة الإسرائيلية الحالية أكثر استعدادًا لمناقشة مثل هذه الخطوة، وحتى التوصية بها لمجلس الوزراء الإسرائيلي”.
ما مدى خطوة الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟
يقول محلل الشؤون السياسية والعالمية: “بصدق، لا أعتقد أن هناك خلاف، وخلال الأسبوعين الماضيين مع تكثيف الضربات كان الطرفان أكثر تقاربًا عندما يتعلق الأمر بما يجب أن يحدث بشأن المنطقة”.
وأضاف: “ولكن الولايات المتحدة لم تكن سعيدة بأن الضربات الكبرى تجاه حزب الله مقل تفخيخ أجهزة اللاسلكي واغتيال حسن نصر الله، تمت دون علمها”.
وتابع رافيد: “ولكن في الوقت نفسه لم أسمع مسؤول أمريكي واحد رفيع المستوى لا يعتقد أن تلك الهجمات الإسرائيلية كانت في نهاية المطاف الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله”.
وقال: “حتى فيما يتعلق بالهجوم البري الذي بدأ أمس في جنوب لبنان، لم أسمع أي مسؤول أمريكي مشارك في اتخاذ القرار وجه انتقادا لهذه العملية”.
ولفت إلى أنه لذلك لا يعتقد أن هناك أزمة حقيقية بين البيت الأبيض وإسرائيل، بغض النظر عن الخلافات الشخصية بين نتنياهو بايدن.
احتمال وارد
قال وزير الدفاع الأمريكي السابق وعضو مجلس الشيوخ، ويليم كوهين، إنه يعتقد أن إسرائيل تمتلك اليد العليا الآن، والآن بعد أن أصبحت إيران ووكلاؤها في مرمى الضربات، أصبح الفرصة سانحة لاستهداف مصدر مشاكلهم.
وأضاف في مداخلة على شبكة CNN: “لذا أتوقع أن يشنوا هجومًا خطيرًا للغاية على عدد من المنشآت النووية في إيران”.
وتابع: “ربما تشمل الهجمات صناعة النفط الإيرانية ولكن المنشآت النووية واردة أيضًا، لقد كان هذا الهدف الأساسي الذي سعى الإسرائيليون إليه في مرحلة ما من الزمن، هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي”.
واستكمل كوهين: “ويبدو أن إيران كانت تقترب من هذا الاحتمال، وأعتقد أن الإسرائيليين سيناقشون ما إذا كان الوقت مناسب لشن هجوم عسكري ضد الإيرانيين”.
وقال: “علينا أن ننتظر ونرى، وأعتقد أن الرئيس بايدن سيكون بحاجة إلى أن يصبح على اتصال وثيق مع الإسرائيليين في هذه المرحلة، لا مزيد من المفاجآت”.
وأضاف: “نحن بحاجة للتشاور في أي عملية قد تنطوي على تعريض الولايات المتحدة للهجوم أو جنودها”.
هدف مشروع
بدوره اعتبر النائب الديمقراطي عن ولاية فلوريدا، غاريد موسكوفيتز، أن المنشآت النووية الإيرانية أصبحت الآن “هدفا مشروعا” لهجمات مستقبلية من قبل إسرائيل.
ويقول موسكوفيتز المؤيد لإسرائيل، إن إيران ارتكبت خطأ بهجومها على إسرائيل، ووضعت منشآتها النووية في مرمى الاستهداف الإسرائيلي.
ولفت إلى أنه في حين لا توجد معلومات واضحة عما إذا كنت إسرائيل تفكر في استهداف أي مواقع نووية أم لا، إلا أن نتنياهو تعهد بالرد على هذه الضربات الإيرانية.
المصدر: CNN