أحداث جارية سياسة

لبنان في قلب الصراع.. سُبل الخروج من المأزق الحالي

يعيش لبنان حاليًا أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الأهلية، في ظل تصاعد الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية.

وشنت قوات الاحتلال عملية اجتياح بري محدودة لجنوب لبنان، أمس الإثنين، بعد سلسلة من الاغتيالات التي نفذتها بحق كبار قادة وزعماء حزب الله على مدار الأسابيع الماضية.

وجاء تصاعد الصراع على خلفية انخراط جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة في الحرب مع إسرائيل منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تبرز التساؤلات عن سُبل الخروج من المأزق الحالي في لبنان.

وقال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، إنه على مدار الأسبوعين الماضيين طرأت مستجدات على الصعيد اللبناني والمنطقة ككل.

وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، أنه قبل 4 أيام من الآن صدر إعلان عن اجتماع جرى بين الولايات المتحدة والرئيس بايدن والرئيس الفرنسي ماكرون وانضمت إليه 8 دول عربية وأجنبية.

وتابع: “هذا الإعلان كان يتضمن فرض هدنة لمدة 21 يومًا، وهو ما يمهد لتحقيق وقف إطلاق دائم للنار”.

“لا وقت”

قال السنيورة إن لبنان لا يملك الكثير من الوقت، ولتجنب المزيد من الانهيارات التي يدفع ثمنها اللبنانيون، على حزب الله أن يتحول إلى حزب سياسي.

وأضاف أنه ليس هناك رئيسًا لإقناع حزب الله بأن هذا الطريق غير مجدي على الإطلاق.

وتابع: “اليوم ما سمعناه من الرئيس ميقاتي بعد اجتماع مع الرئيس بري، هو يتطرق إلى 4 أمور، الأول منها هو في ضوء هذه المتغيرات ولاسيما بعد اغتيال حسن نصر الله، أصبح هناك داع لضم الصفوف في لبنان”.

واستكمل السنيورة: “وهو أمر ضروري جدًا ويساعد في تعزيز الدور الدولي وإعادة الاعتبار للبنان بعد كل هذا الاختطاف الذي مارسه حزب الله والجمهورية الإٍسلامية الإيرانية”.

وقال: “الأمر الثاني هو ضرورة وقف إطلاق النار وإعادة الاعتبار والاعتماد والالتزام بتطبيق القرار 1701 الصادر في 2006 بكل بنوده، والذي لم تلتزم به إسرائيل أو حزب الله على الإطلاق”.

وأشار إلى أن هذا القرار ضروري من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، والذي ينص على أن يمنع استيراد السلاح إلى لبنان من أي طرف خارج الدولة اللبنانية أو قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة.

وتابع: “الأمر الثالث هو ألا يكون هناك وجود للسلاح جنوب الليطاني، والأمر الرابع هو دعوة مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية حيث مضت اليوم سنتان على لبنان بدون رئيس وهو أمر من الضروري حدوثه لأنه رمز وحدتها”.

هل لبنان قادر على نزع أسلحة حزب الله؟

قال السنيورة إنه ينبغي الآن الأخذ بالمعطيات الجديدة، في ضوء التعديات التي تمارسها إسرائيل ولا تزال، وهذا التدمير المنهجي والقتل الذي يأتي في شكل عملية إبادة ومجازر يومية تُرتكب.

وأضاف: “على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري جمع اللبنانيين والتحدث بشكل عاقل للوصول إلى نتيجة تثبت أن مسار حزب الله كان مهمشا للدولة وقائما على سلاح المقاومة”.

وتابع: “بدون شك أن حزب الله تولى مسؤولية على مدار العقود الماضية من أجل إخراج إسرائيل من لبنان، ولكن تلك البندقية التي كانت موجهة نحو الإسرائيليين تحولت بعد عام 2006 وأصبحت موجهة لصدور اللبنانيين”.

واستكمل السنيورة: “أضف إلى ذلك أن حزب الله تحول وبات أداة تستخدمها إيران، ليس فقط لفرض نفوذها في لبنان ولكن العراق أيضًا وسوريا واليمن”.

وقال: “هذا الأمر أصبح يُشكل ضررًا كبيرًا على لبنان وعلاقته مع أشقائه العرب والعالم أجمع، ولذلك حان الوقت الذي يجب فيه على الجميع أن يرتفع إلى المسؤولية في محاولة لاحتضان حزب الله تحت سقف الدولة اللبنانية”.

وأكد: “على حزب الله أن يعود إلى الدولة بشروط الدولة، وليس بشروطه هو، وهذا الأمر هو أساس تخطي هذه الأزمة”.

ماذا بعد التوغل البري في لبنان؟

يقول السنيورة إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية الآن ملتبس، والكل يعلم مقدار الدور الأمريكي في التأثير على إسرائيل، وفق قوله.

وأضاف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، أن حديث الرئيس بايدن مثير للدهشة، فهو من جهة يطلب وقف إطلاق النار، ومن الجانب الآخر يترك إسرائيل لكي تغالي في كل هذه التعديات على لبنان والجرائم التي ترتكبها، بخلاف تقديم العون المادي لها.

وتابع: “العملية البرية في لبنان تعني التوغل في لرمال المتحركة، ويمكن أن تؤدي إلى مصاعب كبيرة منها إطالة أمد الحرب وهو ما يعين مزيد من الخسائر البشرية والتدمير والمآسي في لبنان، خصوصًا في ظل أزمة النازحين التي تعيشها البلاد بنسبة 25% تقريبًا من السكان”.

المصدر: الإخبارية