صحة

الألوان الصناعية وفرط الحركة.. العالم يتحرك لحظر صبغات الأغذية

الأصباغ الغذائية أو الألوان الصناعية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من العديد من المنتجات الغذائية خصوصًا في الأسواق الأمريكية، من الحلوى والمشروبات إلى الحبوب. ومع ذلك، تواجه هذه المواد الكيميائية الآن ضغوطًا متزايدة من قبل المشرعين في الولايات المتحدة، حيث يربط الباحثون استخدامها بفرط الحركة لدى الأطفال. ولاية كاليفورنيا الأمريكية تقود الحملة لحظر هذه الأصباغ في المدارس العامة، وقد يكون القرار بداية لتحركات مماثلة في ولايات أخرى.

الألوان المستهدفة في كاليفورنيا

في سبتمبر الماضي، أقر مجلس تشريعي ولاية كاليفورنيا قانونًا غير مسبوق يعرف باسم قانون سلامة الأغذية المدرسية AB 2316، والذي يحظر على المدارس تقديم أطعمة تحتوي على ستة أصباغ غذائية صناعية، بما في ذلك الأزرق 1، الأزرق 2، الأخضر 3، الأحمر 40، الأصفر 5، والأصفر 6. ينتظر القانون الآن توقيع حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ليصبح ساري المفعول.

الأصباغ الغذائية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)

التحرك لحظر الأصباغ الغذائية جاء نتيجة تقرير نشرته وكالة حماية البيئة في كاليفورنيا عام 2021، والذي ربط بين استهلاك هذه الأصباغ وزيادة النشاط المفرط لدى الأطفال. أسى برادمان، أستاذ الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا، أكد أن هذه المواد تزيد من أعراض النشاط المفرط لدى الأطفال.. الذين يعانون من اضطرابات مثل ADHD.

تأثير الألوان الصناعية على الصحة العامة

بينما لا تزال العلاقة بين الأصباغ الغذائية والصحة العقلية للأطفال بحاجة إلى مزيد من الدراسات، فإن زيادة استخدام الأصباغ الصناعية تثير القلق. وفقًا لتقرير مركز العلوم في المصلحة العامة، زاد استهلاك الأصباغ في الولايات المتحدة أكثر من خمس مرات منذ عام 1955. ويرتبط هذا الارتفاع بزيادة ملحوظة في تشخيصات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

معارضة صناعية

في الوقت الذي تتحرك فيه كاليفورنيا وعدة ولايات أخرى نحو حظر الأصباغ الغذائية، تواجه هذه الجهود معارضة من شركات الأغذية والجمعيات الصناعية. الرابطة الوطنية لصناعة الحلويات.. من جانبها أصدرت بيانًا قالت فيه إن قرارات كهذه يجب أن تبقى بيد هيئة الغذاء والدواء (FDA). محذرة من أن مثل هذه التشريعات قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الأغذية.

دراسات أوروبية وتأثيراتها

في أوروبا، أُجرى الباحثون عدة دراسات بتمويل حكومي حول تأثير الأصباغ الغذائية على السلوك، ما أدى إلى فرض قيود أكثر صرامة على استخدامها. من ناحية أخرى بعض الشركات العالمية.. استبدلت الأصباغ الصناعية بمواد طبيعية مثل الأناتو في المنتجات المباعة في أوروبا. يعتقد الخبراء أن التشريعات الأمريكية المستقبلية قد تدفع الشركات إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

خاتمة

التحركات لحظر الأصباغ الغذائية الصناعية في الولايات المتحدة.. قد تكون البداية لتغييرات أوسع في طريقة تصنيع وتوزيع المنتجات الغذائية. ومع استمرار الجدل حول سلامة هذه الأصباغ، يبقى السؤال الأهم: هل سنشهد لاحقًا عالم بلا أصباغ غذائية أو ألوان صناعية؟