أحداث جارية سياسة

قيادات حزب الله.. من اغتيل ومن بقي حتى الآن؟

شهد الشرق الأوسط تصعيدًا كبيرًا بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي أسفرت عن اغتيال سبعة من كبار قادة حزب الله، بمن فيهم زعيم الحزب حسن نصرالله. هذا التطور أثار صدمة واسعة في لبنان والمنطقة، فيما يحتفل المسؤولون الإسرائيليون بالاختراقات العسكرية والاستخباراتية التي تحققت. المقال يسلط الضوء على تداعيات هذا التصعيد وتأثيره على الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله.

السياق التاريخي للصراع

بدأت الجولة الأخيرة من التصعيد عندما فتح حزب الله جبهة جديدة لدعم حليفه حماس بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته على إسرائيل من قطاع غزة. الضربات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في إطار رد عسكري قوي، حيث تستهدف إسرائيل قيادات حزب الله في محاولة لتقويض نفوذ الحزب العسكري والسياسي في لبنان.

اغتيال حسن نصرالله: تداعيات كبيرة
يُعتبر حسن نصرالله من أبرز الشخصيات في الشرق الأوسط، حيث قاد حزب الله منذ عام 1992 ونجح في تحويل الحزب إلى قوة سياسية وعسكرية مؤثرة في لبنان والمنطقة. تحت قيادته، خاض الحزب عدة حروب مع إسرائيل ولعب دورًا محوريًا في إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة خلال الحرب الأهلية السورية. اغتيال نصرالله في سلسلة من الضربات الجوية جنوب بيروت يشكل ضربة كبيرة للحزب ويضعه في موقف دفاعي.

قيادات فقدها حزب الله حتى الآن

بالإضافة إلى نصرالله، خسر حزب الله العديد من القادة المؤثرين. من بينهم نائب رئيس المجلس المركزي نبيّل قاووق، الذي كان يُعتبر خليفة محتملاً لنصرالله. كذلك، اغتال الكيان المحتل إبراهيم عقيل، قائد قوات النخبة “رضوان”، التي كانت تشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل.

من بين القيادات الأخرى التي قُتلت:

أحمد وهبة: قائد بارز في قوات “رضوان”، كان له دور محوري في تطوير قدرات الحزب العسكرية.
علي كراكي: قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، لعب دورًا أساسيًا في الصراع المستمر مع إسرائيل.
محمد سرور: رئيس وحدة الطائرات المسيّرة في حزب الله، التي تم استخدامها في الصراع الأخير.
إبراهيم قبيسي: رئيس وحدة الصواريخ، وكان له دور في العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

الصراع المستمر: من بقي من القيادة؟

بعد اغتيال نصرالله، يتجه الأنظار نحو خليفته المحتمل هاشم صفي الدين، الذي يرأس المجلس المركزي لحزب الله. يُعتبر صفي الدين من المقربين لإيران ومن الشخصيات البارزة داخل الحزب، وهو قريب نصرالله. من القيادات المتبقية أيضًا نائب نصرالله، نعيم قاسم، الذي يُعد أبرز شخصية في الحزب حاليًا ويشارك في العديد من القضايا السياسية والأمنية.

تأثير الاغتيالات على الصراع

الضربات الإسرائيلية الأخيرة تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية لحزب الله، وتقليص نفوذه في لبنان والمنطقة. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الاغتيالات ستؤدي إلى تهدئة الوضع أو إلى تصعيد أكبر. حزب الله لا يزال يحتفظ بترسانة كبيرة من الصواريخ والمقاتلين، وما زال يُعتبر لاعبًا رئيسيًا في الصراعات الإقليمية.

خاتمة

تشكل اغتيالات قادة حزب الله تصعيدًا غير مسبوق في الصراع بين إسرائيل والحزب. رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها حزب الله، يبقى الحزب قوة عسكرية وسياسية مؤثرة في لبنان. يبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه التطورات إلى تهدئة مؤقتة، أم أن المنطقة مقبلة على تصعيد أكبر؟