ارتبطت مجموعة من المضاعفات النادرة والمدمرة الناجمة عن عمليات نقل الدم البسيطة بغياب جزيء “المستضد” الرئيسي المحفز لجهاز المناعة، والمعروف باسم مستضد فصيلة الدم “AnWj”، لمدة أكثر من نصف قرن من الزمن.
والآن تمكن فريق من الباحثين في المملكة المتحدة من تحديد المركب الموجود في 99.9% من دم الإنسان والذي يحمل هذا المستضد “AnWj”، والذي أطلقوا عليه اسم بروتين “مال”.
حل قضية طبية عالقة منذ 50 عامًا
حقق هذا الإنجاز علماء الأبحاث في “مجموعة الدم والزراعة” التابعة لهيئة الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة.
قالت نيكول ثورنتون من مختبر خلايا الدم الحمراء التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية: “يتم تحديد فصائل الدم الأربعة الرئيسية، واختلافاتها الإيجابية أو السلبية، من خلال وجود أو غياب مستضدين رئيسيين، يرمز لهما بالحرفين أ ، ب، إلى جانب بروتين آخر يسمى عامل Rh، والذي يعادل وجوده ما يسمى بفصائل الدم الإيجابية”.
وأضافت: “نظرًا لأن بعض المستضدات يمكن أن تحفز الجهاز المناعي للمريض على مهاجمة الدم المنقول، فإن عمليات نقل الدم الآمنة تعتمد على تحديد فصيلة الدم بعناية”.
عملت “ثورنتون”، وفريقها من جامعة بريستول مع مجموعة متنوعة من عينات الدم والأدوات لتحديد مكان وجود مستضدات “AnWj”.
شمل عمل الفريق عينة من عام 2015 قدمتها امرأة مجهولة الهوية كانت أول شخص يتم اكتشاف أنه “سلبي لـ”AnWj” في السبعينيات.
وقال الدكتور تيم ساتشويل، المشارك في البحث: “مال هو بروتين صغير للغاية يتمتع ببعض الخصائص المثيرة للاهتمام مما جعل من الصعب التعرف عليه”.
وأضاف “ساتشويل”: “كنا بحاجة للكثير من العمل لتجميع الأدلة التي نحتاجها لإنشاء نظام فصيلة الدم هذا”.
وأشار الفريق في دراستهم الجديدة التي نشرتها مجلة “Blood” إلى أن “الأفراد الإيجابيين لـ AnWj أظهروا وجود جين مال بطول كامل على أغشية خلايا الدم الحمراء الخاصة بهم، وهو ما لم يكن موجودًا على أغشية الأفراد السلبيين له”.
وأوضح الفريق أن “الخلفية الجينية لـ AnWj ظلت لغزًا لأكثر من 50 عامًا، ويمثل اكتشافه إنجازًا هائلاً، ويتويج جهودنا الطويلة لإنشاء نظام فصيلة الدم الجديد هذا لمنح الأطباء القدرة على تقديم أفضل رعاية للمرضى أصحاب الحالات النادرة”.
وقال الفريق: “من الصعب للغاية تحديد رقم لعدد الأشخاص الذين سيستفيدون من بروتين مال الذي تم تحديده حديثًا، لكن هيئة الخدمات الصحية الوطنية لزراعة الأعضاء هي الأمل الأخير سنويًا لما يصل إلى 400 مريض من جميع أنحاء العالم”.
المصادر: