يعتبر إنتاج كميات وفيرة من الطاقة النظيفة حلم جميع الدول لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والحد من الاحتباس الحراري.
وفي السنوات الأخيرة زادت الأبحاث والمحاولات لإنتاج الطاقة من الاندماج النووي لقدرته على توفير كميات هائلة من الطاقة النظيفة، وخلال عقود كانت الولايات المتحدة هي الرائدة في مجال الطاقة النووية إلا أن الصين بدأت تنافس بقوة تجعلها قادرة على انتزاع الريادة في الفترة القادمة.
سباق صيني أمريكي
تسعى الشركة الصينية الناشئة “Energy Singularity”، إلى إتقان واحد من أكبر تحديات العلم الحديث “طاقة الاندماج النووي”، في الوقت الذي تعمل دول عديدة لتحقيق تفاعلات الاندماج، لكن السيطرة عليها لفترات طويلة بما يكفي لتوليد الطاقة النظيفة لا يزال بعيد المنال.
ومع ذلك، تسير الصين بقوة في هذا السباق، حيث تقوم بضخ استثمارات هائلة في مجال الاندماج النووي، مما يثير مخاوف أمريكية من فقدان الريادة التي استمرت لعقود في هذا المجال.
استثمارات الصين وابتكارها المتسارع
تشير الإحصاءات إلى أن الصين تنفق بين مليار و1.5 مليار دولار سنويًا على تطوير تكنولوجيا الاندماج النووي، بينما يبلغ إنفاق إدارة بايدن حوالي 800 مليون دولار.
وأكد خبراء أمريكيين، أن سرعة تطور الصين في هذا المجال تفوق سرعة الولايات المتحدة، لافتين إلى أن شركة “Energy Singularity” في شنغهاي استطاعت بناء مفاعل توكاماك الخاص بها في غضون ثلاث سنوات، وهو إنجاز غير مسبوق عالميًا.
واشارا الخبراء إلى براءات اختراع الاندماج النووي في الصين ارتفعت منذ عام 2015 لتتفوق على أي دولة أخرى، موضحين أن مشروع “كرافت”، لإنشاء حديقة أبحاث للاندماج النووي، بتكلفة تبلغ نحو 570 مليون دولار يعتبر مثالًا واضحًا على حجم استثمارات الصين في المجال.
الخطوات الأمريكية
في الوقت الذي تستثمر فيه الصين بشكل ضخم في الأبحاث، تعتمد الولايات المتحدة بشكل متزايد على أجهزة حلفائها في اليابان وأوروبا لمواصلة أبحاثها.
وتشير التقارير إلى أن العديد من الأجهزة التي تبنيها الصين هي “نسخ” من التصميمات الأمريكية، مما يثير القلق من أن الصين قد تتفوق على أمريكا باستخدام تقنياتها الخاصة.
وتراهن الولايات المتحدة على تقنية الليزر لتحقيق الاندماج النووي، حيث نجح مختبر لورانس ليفرمور الوطني في كاليفورنيا أوخر عام 2022 في أول تجربة ناجحة لتوليد طاقة اندماجية باستخدام الليزر.
وأثبتت هذه التجربة أن هناك عدة طرق لتحقيق الاندماج النووي، مما يعزز أمل الولايات المتحدة في تحقيق تقدم قريب يعوض الوتيرة السريعة التي تسير بها الصين.
المصدر: