افتتح الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود
ولدى وصول سمو ولي العهد، مقر مجلس الشورى، كان في استقباله، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، ورئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم عُزف السلام الملكي.
وتوجه ولي العهد إلى قاعة الجلسات، حيث تلى رئيس مجلس الشورى القسم أمام ولي العهد وردد أعضاء وعضوات المجلس القسم، وبعد ذلك التقطت الصور التذكارية، وبدأ الحفل المعد لهذه المناسبة، بتلاوة آيات من القرآن الكريم،
كلمة رئيس مجلس الشورى
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين.
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء
أصحاب السمو الأمراء
أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صاحب السمو :
بمشاعر تفيض بالشكر والتقدير ، وفي أجواء يملؤها السرور والبهجة ، وبقلوب تتطلع للإنجاز والنجاح ، يتشرف مجلس الشورى بهذه الرعاية الكريمة حيث تتفضلون ــــ حفظكم الله ــــ نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ــــ حفظه الله ــــ بافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى وانطلاق دورة جديدة من عمر هذا المجلس الذي حظي طيلة مسيرته بدعم القيادة الرشيدة وذلك إيماناً بدوره في عملية البناء والتنمية فمرحباً بكم يا صاحب السمو .
صاحب السمو :
إن العمل التنموي الجبار والمتميّز الذي تشهده بلادنا في هذا العهد الميمون لم يكن ليتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم السياسة الحكيمة التي انتهجتها الدولة بعد أن رسمت رؤية 2030 المباركة التي يشرف عليها سموكم الكريم مساراً تنموياً متفرداً في أبعاده وأهدافه ، ومتنوعاً في طموحاته وعطاءاته لتضع هذه البلاد المباركة في مكانها المستحق بين الأمم وذلك من خلال العمل على صناعة الحاضر وبناء المستقبل والاعتزاز بالتاريخ العريق والممتد لهذ البلاد بقيادتها الحكيمة وشعبها المخلص ، مما أدى إلى تحقيق عدد من الإنجازات والنجاحات ومن ذلك إقامة المشاريع النوعية العملاقة والمتميزة ، ومواصلة تحقيق قفزات في عدد من المؤشرات ، والحصول على جوائز دولية في عدد من المجالات ، كما أن استضافة المملكة للعديد من الاجتماعات والقمم الدولية وغيرها من المؤتمرات والمنتديات والبطولات الدولية المختلفة تؤكد مكانتها وريادتها ، يضاف إلى ذلك وفي مقدمته اهتمام القيادة الرشيدة ــــ أيدها الله ــــ بتقديم أقصى درجات العناية بالحرمين الشريفين وتسخير التقنيات وتطوير الخدمات المقدمة لقاصديهما ، وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره .
صاحب السمو :
يطيب لي أن أعرض لسموكم الكريم بإيجاز أنه صدر عن مجلس الشورى خلال السنة الماضية وهي السنة الرابعة من الدورة الثامنة للمجلس أربعمائة وثلاثة وتسعون قراراً (493) في مختلف الموضوعات التي يدرسها المجلس ، منها ثمانية وخمسون قراراً (58) تتعلق بمشروعات الأنظمة واللوائح ، ومائتان وأربعون قراراً (240) تتعلق بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ، ومائة وأربعة وتسعون قراراً (194) تتعلق بتقارير الأجهزة الحكومية ، وغيرها مما يدخل في اختصاص المجلس ومهامه ، ويأتي ذلك في ظل الرعاية المستمرة والدعم الكبير الذي يلقاه المجلس من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومن سموكم الكريم ـ يحفظكما الله ـ.
وفي الختام اسمحوا لي يا صاحب السمو أن أرحّب بأعضاء المجلس رجالاً ونساء الذين نالوا الثقة الكريمة متمنياً لهم التوفيق والنجاح ، وأن أقدم الشكر للأعضاء الذين انتهت مدة عضويتهم على ما بذلوه من جهود طيلة مدة عملهم تحت قبة المجلس ، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويحفظ سموكم الكريم ، وأن يديم على بلادنا نعمة الإيمان والأمن والرخاء ، إنه سميع مجيب .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولي العهد يلقي الخطاب الملكي نيابة عن خادم الحرمين الشريفين
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعون الله وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله -، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا.
الإخوة والأخوات:
ونحن على أعتاب دورة جديدة من أعمال مجلس الشورى، نؤكد أهمية دور المجلس في الارتقاء بأداء مؤسسات الدولة، ودوره الفعال في تطوير الأنظمة وتحديثها، إلى جانب مهامه الرقابية ومتابعته المستمرة لتنفيذ الاستراتيجيات والخطط المعتمدة، منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها، وأي إنجاز يتحقق من خلال مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، هو رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة – بإذن الله – للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات.
نلتقيكم اليوم وقد قطعنا أجزاءً من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات.
لقد حققت بلادنا منجزات جوهرية كثيرة خلال هذه الرحلة العظيمة، ومن نماذج هذه الأنشطة غير النفطية في المملكة، سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ (50%) في العام الماضي، مما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي، ويواصل صندوق الاستثمارات العامة دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار، وسجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024م بلغ (6ر7%)، بعد أن كانت نسبته (8ر12%) في عام 2017م.
وارتفعت نسبة تملك المساكن للمواطنين من (47%) عام 2016م إلى ما يزيد عن (63%)، وفي مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م، مستهدف (مائة) مليون سائح في 2030م، وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى (مائة وتسعة ) ملايين سائح عام 2023م ، وحققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أن بلادكم أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً.
إن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، مما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م.
إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.
ونؤكد أنه بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع.
الإخوة والأخوات:
تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، ولن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.
ونتوجه بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.
إن المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية، هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.
كما أن المملكة تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية.
ختاماً.. أشكر الإخوة والأخوات في المجلس وجميع العاملين في أجهزة الدولة، الذين يخدمون وطنهم بإخلاص وتفان مما أثمر عن هذه الإنجازات المشهودة اليوم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفي الختام عزف السلام الملكي، ثم غادر ولي العهد مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
المصدر: