على مدار تاريخ الاحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط، اتبع الموساد استراتيجيات وطرق مبتكرة في تنفيذ عمليات الاغتيال.
وكانت أحدث تلك الطرق هو الانفجار الذي هز لبنان أمس الثلاثاء، والذي يُعتقد إلى حد كبير أنه أحدث حلقة في مسلسل الاغتيالات الذي يقف وراءه الاحتلال.
وفي حين أن إسرائيل لم تُعلن حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث، لكن العديد من المؤشرات تؤكد تورطها بشكل رئيسي في تنفيذه، على خلفية التوترات بينها وبين حزب الله.
وأسفرت الانفجارات عن مقتل 11 شخصًا وإصابة ما يزيد عن 4 آلاف شخص
وتنوعت الإصابات ما بين تهتك في الأصابع وجروح في البطن والعينين، وعمت الفوضى في أجزاء كبيرة من البلاد.
وانفجر نحو 5 آلاف جهاز لاسلكي بيجر تستخدمه الجماعة في الاستدعاء على مراحل متتالية، ما أدى لتلك التداعيات
ويُعتقد أن جهاز الموساد هو المتورط الأول في الانفجارات، بعد أن قام بزرع شريحة في الأجهزة التي تنتجها شركة تايوانية خلال مراحل الإنتاج.
وعلى مدار 7 عقود منذ تأسيس الموساد الإسرائيلي في عام 1949 في أعقاب تأسيس دولة إسرائيل المزعومة، والذي ارتبط اسمه بالعديد من عمليات القتل والاغتيال الأكثر جرأة التي نفذتها إسرائيل.
وتنوعت تلك الأساليب ما بين الكتب المتفجرة والرشاشات التي يتم التحكم فيها عن بعد ومعجون الأسنان المسوم وغيرها.
الكتب المتفجرة
وزعم فيلم وثائقي من إنتاج عام 2012، أن إسرائيل خططت لمؤامرة تستهدف اغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في سبعينيات القرن الماضي.
وأرسل الموساد كتابًا إلى الرئيس العراقي آنذاك، ولكن حسين رفض فتحه وكلف أحد مسؤوليه بفتحه، وبمجرد أن فعل ذلك انفجر ما أدى إلى مقتل المسؤول.
معجون الأسنان المسموم
أما معجون الأسنان المسموم، فهي رواية قيل فيها أنه استخدم في مقتل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وديع حداد.
وبحسب كتاب: “انهض واقتل أولاً: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة لإسرائيل” الصادر عام 2018 بقلم رونين بيرجمان، الصحفي في صحيفة نيويورك تايمز، فإن فرقة الاغتيالات السرية التابعة للموساد كانت متورطة في الحادث.
وبفعل قامت مجموعة في عام 1978 بالوصول إلى منزل حداد واستبدلت معجون الأسنان الخاص به بآخر له نفس الشكل ولكنه به مادة سامة عمل على تطويرها علماء إسرائيليون.
وهذه المادة تتسرب من خلال الأغشية المخاطية الموجودة في الفم في كل مرة يستخدم فيها المعجون، ما أدى في النهاية إلى نقله للمستشفى في العراق.
ولكن على عكس التوقعات فلم تؤدي المادة لمقتل القائد الفلسطيني، وخضع للعلاج في ألمانيا الشرقية بعد أن عثر العلماء على المعجون المسمم في حقيبته.
ويقال إن وفاته كانت بطيئة ومؤلمة بعد 10 أيام من نقله، وكانت تُسمع صراخاته من ممرات المستشفى.
مدفع رشاش يعمل عن بُعد
هذه الوسيلة استخدمها الموساد لاغتيال محسن فخري زاده، رئيس البرنامج النووي الإيراني، في عام 2020.
ودخلت البندقية إلى البلاد في صورة قطع منفصلة، ثم أعيد تجميعها واستُخدمت في الهجوم على العالم بالقرب من طهران.
وبحسب كتاب بيرجمان، استخدمت إسرائيل طريقة مختلفة لقتل أحد موردي الأسلحة لحماس، محمود المبحوح في عام 2010، عن طريق حقنه بعقار يؤدي للشلل.
وقد وصلت فرقة الاغتيال إلى المدينة الإماراتية من عدة مواقع أوروبية بجوازات سفر مزورة، متنكرين في هيئة لاعبي تنس، ثم قاموا بقتل المبحوح وتركوا جثته ليكتشفها موظفو الفندق.
تفجير الهواتف
في عام 1972، قام جهاز الموساد بزرع شريحة في هاتف ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس، في شقته الفرنسية، محمود همشري.
وعندما رد همشري على الهاتف في 8 ديسمبر من نفس العام، كان هناك فريق إسرائيلي قريب يتحكم في الهاتف عن بُعد وتم تفجيره.
أسفر الحادث عن فقدان همشري لساقه ومن ثم توفى لاحقًا.
وبنفس الطريقة، تم اغتيال، صانع القنابل الماهر في حماس والمسؤول عن قتل العشرات من الإسرائيليين، يحيى عياش، في عام 1996.
وعند استقبال عياش مكالمة من والده على هاتفه المحمول من طراز موتورولا ألفا أحضره إلى غزة أحد المتعاونين الفلسطينيين، تم تفجيره.
وكان تم تفخيخ الهاتف بوضع 50 غرامًا من المتفجرات المخبأة، وهي كمية قادرة على قتل أي شخص.
ويشهد تاريخ الموساد محاولات أخرى عديدة من الاغتيالات الفاشلة التي لم تسفر سوى عن نشر سمعة الجهاز الإسرائيلي السيئة في جميع أنحاء العالم.
المصدر: nzherald