سياسة

هل الإدارة الأمريكية عاجزة عن وقف الحرب في غزة؟

هل الإدارة الأمريكية عاجزة عن وقف الحرب في غزة؟

تدخل الحرب في غزة خلال أسابيع قليلة عامها الثاني وسط محاولات غير مكتملة لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع التي باءت جميعها بالفشل حتى الآن.

وفي الوقت الذي يرى بعض الخبراء أن إدارة بايدن تسعى لإيجاد حل للحرب قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي، يقول آخرون إن الولايات المتحدة لا تملك إرادة جدية.

آلية عاجزة

يقول الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية، الدكتور بشير عبدالفتاح، إنه في الوقت الحالي هناك آلية ضغط وحيدة على نتنياهو وهي الولايات المتحدة.

وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية: “لأنه ما كان لنتيناهو أن يستمر في هذا العدوان لولا الدعم الأمريكي العسكري والغطاء السياسي داخل مجلس الأمن الدولي”.

وتابع: “كما يجب أن نعترف بأن الردع الإسرائيلي ف مواجهة إيران للضربات الإيرانية جاء بدعم أمريكي بريطاني بالأساس”.

واستكمل عبد الفتاح: “وبالتالي الدور الأمريكي لا يمكن إنكاره بأي حال من الأحوال، ولو أن هناك إرادة أمريكية لوقف هذا العدوان لوقف نتنياهو على التوقف منذ شهور خلت”.

وقال:”ولكن يبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية عاجزة وأنها تعطي الولوية لخوض غمار الانتخابات الأمريكية بعد أسابيع قليلة، حتى التلويح الأمريكي أكثر من مرة بأنه إذا لم يلتزم الطرفان باتفاق فستنسحب الولايات المتحدة من رعاية المفاوضات لحين الانتهاء من الانتخابات”.

أطول الحروب الإسرائيلية

قال عبد الفتاح إن إسرائيل تخوض الآن أطول حروبها على الإطلاق بعد حرب الاستنزاف التي خاضتها ضد مصر في الفترة من 1967 وحتى 1972.

وأضاف: “وبالمناسبة كانت بداية انتصار أكتوبر كانت الهزيمة الموجعة في حرب الاستنزاف، والتي فقدت خلالها أكثر من 1000 قتيل إضافة إلى المعدات والتجهيزات وتدهور الروح المعنوية للمقاتل الإسرائيلي”.

وتابع عبد الفتاح: “الآن أطول حرب بعد حرب الاستنزاف هي الحرب الحالية، هناك تداعيات اقتصادية سلبية للغاية في الداخل الإسرائيلي، إلى جانب انخفاض التصنيف الائتماني لإسرائيل مرتين، وهروب رؤوس الأموال والهجرة العكية”.

وأشار إلى أن ذلك إضافة لتراجع الروح المعنوية للإسرائيليين وتآكل الثقة في قدرة الردع الإسرائيلية في كفاءة المؤسسة العسكرية ووضح ذلك جليًا في العزوف عن التجنيد وتهرب الجنود من الخدمة فضلا عن عشرات الآلاف من المصابين مبتوري الأطراف”.

وقال: “لذلك أتصور أن إسرائيل تتعرض لحرب استنزاف سواء على جبهة غزة أو جبهة جنوب لبنان، وهو ما يدفعها للتراجع عن الدخول في حرب إقليمية كبرى أو تصعيد الأوضاع على جنوب لبنان، لاسيما وأن تجهيزات حزب الله أقوى من حماس وأنه لم يدخل حتى الآن بثقله في مواجهة مع إسرائيل”.

وأوضح أن حزب الله لا يزال يحتفظ بالصواريخ بعيدة المدى وتجهيزات ومنظومات تسليحية أخرى، ولذلك فهي استنزاف بالفعل كبدت إسرائيل خسائر بشرية ومادية هائلة، لدرجة أن دوائر سياسية تطالب للقيادة السياسية بالتوقف عن المضي قدما في هذه الحرب لأن العائد منها أقل بكثير من التكلفة.

وتابع: “لاسيما وأنها لا زالت لم تجهز على المقاومة التي تغير من سياستها واستراتيجيتها وتعيد لملمة صفوفها، بحسب تقارير إسرائيلية تقول إن حماس استعادت قدرتها من خلال جمع 3 آلاف مقاتل مجددًا من أجل شن عمليات ضد قوات الاحتلال في غزة، إلى جانب عودة العمليات الانتحارية داخل العمق الإسرائيلي”.

المصدر: الإخبارية